عاجل

فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على "عميد كليات الدراسات الإسلامية

فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على "عميد كليات الدراسات الإسلامية

متابعة ناصف ناصف

المقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على
“عميد كليات الدراسات الإسلامية والعربية
العيد فرحة وسرور، وأفراح المؤمنين في دنياهم وأخراهم إنما هي بفضله عز وجل كما قال في محكم آياته “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ” يونس -58
وقوله تعالى : ” لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ , وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ” الروم -4.
وعيد الفطر عند المسلمين أول عيد فطر في الإسلام في السنة الثانية للهجرة، ويحتفل به المسلمون بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة، فهو أول يوم من أيام شهر شوال، وقد سمي بعيد الفطر لأنّه أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صيام الشهر الكريم، فيحرم الصيام بأول يوم من أيام العيد.
ولقد تميزت أعياد المسلمين عن غيرها من أعياد الجاهلية بأنها قربة وطاعة لله وفيها تعظيم الله وذكره كالتكبير في العيد وحضور الصلاة في جماعة وتوزيع زكاة الفطر مع إظهار الفرح ومعايشة أحداث العيد .
وفي العيد تتجلى الكثير من المعاني الاجتماعية والإنسانية، ففي العيد تتقارب القلوب على الود، و تذكير بحق الضعفاء حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وهذا هو الهدف من تشريع «صدقة الفطر» في عيد الفطر.
و فرحة العيد أيضًا شريعة إسلامية يبنغي على كل مسلم أن يستعشر بها في قلبه، ونحن جميعا نحتاج إلى خبر فيه سرور تتغير به بشرة الوجه نحتاج لفرحة تهش لها الأسماع وتسعد بها القلوب . ولهذا شرع الإسلام الفرح في العيد على تمام الطاعة، وإدخال السرور والفرح على الأهل والأولاد والأصحاب.
ولابد من أن نتثبث بالفرح و قد كان من هدي صلى الله عليه وسلم في العيد أنه يظهر الفرح والسرور، ويجتهد في إدخال الفرح في نفوس المسلمين خصوصا الصبيان منهم والنساء. وعن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت: “دخل عليَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعندي جاريتان تغنّيان بغناء يوم بعاث، فاضطجع على الفراش، وحوّل وجهه، ودخل أبو بكرفانتهرني، وقال: مزمارة الشّيطان عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فأقبل عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – فقال: دعهما، فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا ) رواه البخاري. وفي رواية أخرى: ” يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا”، وفي رواية أحمد: “لِتعْلَمَ اليهود أنَّ في ديننا فسحة، إني أُرسلت بحنيفية سمحة”.
هكذا كان العيد في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، عبادة ونُسُك، ومظهر من مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لإدخال السرور لصفاء النفوس، وقد استنبط العلماء من ذلك، إظهار السرور في الأعياد بما يحصل من بسط النفس وترويح البدن من شعائر الدِّين.
ونحتفل بالعيد مع أبناءنا، ونفرح بهم ومعهم، فنزداد قرباً منهم , وقد أكد الفقهاء “أن صلاة العيد سنة مؤكدة ويجوز أداؤها في الجماعة ويسن التكبير في العيد ومن السنة أيضًا يوم العيد أن يشارك المسلمون جميعاً في حضور صلاة العيد حتى ولو لم يؤد البعض الصلاة لعذر شرعي. وقد روت أم عطية: أمرنا رسول الله ﷺ أن نخرج في الفطر والأضحى العواتق والحيّض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين. و الصلاة يوم العيد، ويسنّ كذلك أن يذهب إلى صلاة العيد من طريق، ويعود إلى بيته من طريق آخر؛ لتكثر الخطوات، ويكثر من يشاهده .وكل عيد وجميعنا بخير .
أ ٠ د \ مفيدة إبراهيم علي
عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية

زر الذهاب إلى الأعلى