عاجل

صغار رجال بفلم "نعمه احمد

صغار رجال بفلم "نعمه احمد

كتبت/نعمه احمد

في بيت من البيوت الفقيرة كان مصروف البيت بيد أصغر طفل لديهم ، هـو من يشتري اللحم إذا توافر لديه الثمن وهو من يشتري الخضار ، نعم إن مصروف البيت بيد أصغرهم ليس لأنهم لا يعرفون الشراء ولكن إذا كان الطفل يحيـد عـن ملذاته وبيده مصروف بيت . فماذا تتوقعون منه إذا كبر ؟

إني لا أهتم لما سيفعله في كبره وما فعله في صغره لكني أهتم إلى الثقة الكبيرة التي منحوه إياهـا فترعرعـت تلك الثقة وكبرت حتى أصبح رجلا واثقا من نفسه ، وأما أطفالنا هذه الأيام فـإن كانوا أغنياء وأصابهم مرض الدلال فإنهم لا يفقهون إلا الرقص والغناء ، و إذا كانوا من عائلة فقيرة معدمة فلن يعرف الطفل إلا العمل بين محركات السيارات أو في المقاهي أو على الطرقات المزدحمة .

وتذكرت قصة طفل لا يتجاوز عمره السابعة , لقد شدت انتباهي والقصة أنه عمل في محل لصيانة السيارات ، فأتقن الصيانة بشكل كامل إلا ما يثقل عليه لقصر طوله أو ضعف قوتة بدنه ، ولكنه أتقن حرفة يستطيع أن يكسب منها الكثير إذا كان التفكير ماديا وأما معنويا فهو يثـق بنفسـه لأنـه يستطيع أن يعيش بمفرده ، لقد رأيت الكثير من شبابنا لا يجيد عملا ولا يفقه كسبا ، و اعتماده بشكل كامل على والديه ، قال لي أحدهم : عندما كنت صغيرا كانـت أمي في كل يوم توبخني ، لماذا لا تذهب للعمل ، لماذا لا تجني بعض المال ، انظـر إلى رفاقك ، هم أحسن منك ، وقد فقد هذا الشاب ثقته بنفسه وأصبح يظـن أنـه لا يستطيع فعل شيء وأنه ليس له أي أهمية في هذا المجتمع .

إن الطريقة الحقيقيـة أن تساعد ولدك على العمل في أيام العطل ليعرف قيمة المال الذي يصرف على تعليمه وإن لم يعمل فعليك أن تذيقه بعض المسؤولية وإن كان صغيرا ، خـذه معـك إلى تجارتك ، أو إلى اجتماعاتك مع الناس ، اجعل منه رجلا صغيرا يتعلم من أبيـه ، ولا توبخه ، أو تجبره على شيء لا يريده ، وبين فترة وأخرى امدحه أمام عائلتك ، حـتى يشعر بلذة الانجاز ، واترك ما يجنيه من مال في جيبه حتى لا يشعر بظلم .

زر الذهاب إلى الأعلى