عاجل

عيد أم سعيد بقلم د/ ياسمين ناجي

عيد أم سعيد بقلم د/ ياسمين ناجي

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي

مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس

«اَلْمَرْأَة هِيَ اَلْمَنْبَعُ اَلْفَيَّاضْ بِمَا فِي هَذِهِ اَلْحَيَاةِ اَلْإِنْسَانِيَّةِ مِنْ حُبٍّ هُوَ: أَسَاسُ اَلنِّظَامِ، وَالْعَدْلُ، وَالسَّعَادَةُ«

استكمالاً لمقالات شهر الحُبِّ.. اليوم استطرد حُبٌّ فُطريٌّ خُلقت عليه وفيه حواء على أرض الدُّنيا.. حالةٌ من الحُبِّ والحنان والأمان الذي يترسخُ بين جناحيها.. فسُبحان من خلق تلك النُّعُومة والرقة بداخلها.. فأحبابها إن شعروا بالحزن واليأس والإحباط من الدنيا وما فيها.. يهربون من ذلك بداخل ذلك العالم المليء بالراحة وسرعان ما يسودهم الطمأنينة والأمان..

وتلك العاطفة لا تنفرد بها من أنجبت أطفالاً.. بل تلك عاطفة سائدة على بنات حواء سواءً كُنَّ بنات أو سيداتٍ لديهن أطفال أو لم يرزقن بعدًا بأطفال.. فذلك الحنان نلتمسه من أسلوبها وتعاملاتها الإنسانية مع الآخرين.. ضحكةٌ تخرُجُ من القلب كالأطفال عندما تجلس مع من تحِبُّهُ.. أو دمعةٍ تنزلُ على خديها ببراءة الأطفال عندما تكون الحياة ضدها وتلك الدموع لا تنزلها إلا أمام أحبائها فقط..

فذلك الكائنُ النَّاعم الرقيقُ الذي أوجدهُ الله تعالى من ضلع سيدنا آدم لتكون تحت جناحيه وتكون له سند وظهر وأمان ودفء وحنان.. كُلُّ عامٍ يأتي لها يومٌ أطلق عليه «عيدُ الأُم» ليكرمها فيه.. ولكني أرى أن تلك الأنثى المليئة بكل تلك الصفات الجميلة لا يكفيها يومًا في العام لتكريمها.. فإن وجودها في حياة من تُحِبُّ ومن يُحِبُّها هو بمثابة عيدٍ في كل يومٍ..

لست متحيزة للمرأة ولكني أتكلم عن بنات حواء اللاتي لديهنَّ قلبٌ رقيقٌ ورحيمٌ يُحبُّ ويعطفُ ويحنُّ ويُساندُ ويكون مأوًى لكل أحبَّائها..

فإنني أعتب على أي امرأةٍ خرجت للعمل ونسيت أنها امرأةٌ خُلقت لأجل أن تكون أنثى في كل حياتها.. من منا لم ير أن بعض النساء من غرقهم في العمل ومتطلبات الحياة والمسئُولية تجد أن سُرعان العمر يعدي بها دون أن تستمتع به وبنفسها كأنثى..

ومن خلال مقالي هذا أتحدث لكل امرأةٍ «بنتٍ/ سيدةُ» عيشي حياتك وسنُّك واعملي كُلَّ اللي نفسك فيه، حبي نفسك وأهلك وزوجك وأولادك، عيشي معهم أجمل اللحظات السعيدة، فالحياةُ معهم أجمل بكثيرٍ من أن تنسي نفسك في العمل.. لا أقول لكي اتركي عملك.. بل بالعكس أشجعك على العمل والنجاح.. ولكن ابحثي عن ذاتك وسط كُلِّ ذلك.. فاهتمامُك بنفسك ومُتطلباتك تجعلك سعيدةً ويجعل كُلٌّ من حولك سعيدٌ لأنك ستكونين راضيةً عن ذاتك وحياتك..

وفي نهاية مقالي هذا أقول لكل بنت وسيدة كُلِّ عام وأنتِ طيبةٍ ومتألقةٍ ومُشرقةٍ وجميلةٍ ومحبُوبةٍ..

زر الذهاب إلى الأعلى