عاجل

 " الحوار الوطنى ٠٠ إلى أين؟ "بقلم /د. سمير الشيخ

 " الحوار الوطنى ٠٠ إلى أين؟ "بقلم /د. سمير الشيخ

انباء الشرق الاوسط الدولية

مما لاشك فيه ان الحوار الوطنى الذى دعا اليه الرئيس السيسى منذ عام مضى فى أفطار رمضان الماضى و هى الدعوة التى تلقتها كل القوى السياسية باختلاف انماطها وتوجهاتها بكل ترحاب لما لها من أثر نحو ترقب انتظره كثيرين نحو فتح المناخ العام للتعبير عن الرأى وهو اعتبر انه اعلان من الرئيس باحتواء المعارضين على أرضية وطنية من خلال قنوات شرعية مباشرة مفتوحة مع الرئيس السيسى الذى سيشارك فى بعض جلسات الحوار حيث أن كل التوصيات التى ستنتج عن الحوار هى محل اهتمام ورؤية الرئيس فى اطار الانطلاق نحو الجمهورية الجديدة ٠

ثم سرعان ما بدأت الاجراءات التى اعلن عنها بدأ من اعلان تشكيل مجلس الحوار الوطنى الذى ترأسه الكاتب الصحفي ضياء رشوان ثم توالت اللقاءات والاجتماعات بإعلان التشكيلات والمحاور الرئيسية للحوار حيث تم اعتماد ثلاث محاور رئيسية هى المحور السياسى ثم المحور الاقتصادى ثم المحور الاجتماعى ثم توالت الاجتماعات بإعلان اللجان النوعية والمقرر لكل لجنة والمقرر المساعد وتم مخاطبة كل الجهات والاحزاب المشاركة في الحوار بإرسال أسماء المشاركين فى كل لجنة لتنطلق فعاليات الحوار الوطنى ، وقد بدأت الإجراءات التنظيمية لتحديد شكل سير اجتماعات الحوار من تشكيل اللجان واعتماد لائحة لتنظيم العمل داخل هذا الحوار والاتفاق على الأجندة التى سيتولى الحوار مناقشتها وفور بدء جلسات الحوار ستضع كل لجنة شكلا عاما لسير المناقشات داخلها وفقا لما تضمنته لائحة سير الإجراءات باللجان الفرعية للحوار الوطنى ومن ثم ستبدأ فى مناقشة الملفات والاولويات على مائدتها فى اطار تشاركى دون إقصاء لأحد او الحجر على آى رأى فالجميع سيجلس على مائدة الحوار من أجل تحقيق المصلحة والعمل معا من أجل تقديم حلول فعالة لمشكلات المجتمع ٠

ولكن سرعان ما بدأت الأحلام التى راودت الكثيرين تتبخر رويدا رويدا بل بدأت الآمال والأحلام تنعكس إلى فقدان الأمل فيما حلم به كثيرين وأصبح لسان حال الشارع وكثيرين من المهتمين التشكك من إمكانية بدء هذا الحوار حيث أن لسان حالهم يقول اذا كانت الإجراءات اللازمة لبدء الحوار قد مضى عليها عام ولم يتفق المشاركون على كيفية بدء الحوار لتنازع المطالب وتعدد الشروط بين قبول ورفض فما بالك اذا ما بدأت جلسات الحوار وبدأ المختلفون يختلفون على ما اختلفوا عليه فكيف سيكون مخرجات تلك الجلسات بالمطالب والتعديلات التى ستعرض على القيادة السياسية ومتخذ قرار الإصلاح المنشود لذا فإن الآثار السلبيه لهذه المرحلة الاجرائية قد افقد الحوار الوطنى بريقه والزخم الذى احط به فور الإعلان عن انطلاقه فكما هو معلوم ان الشأن السياسى الاقتصادى بالذات يلعب عامل الزمن دور مهم فى توقيت اقراره والمتابع لهذه الحوار الوطنى يجد ان السؤال الدائم على لسان كل المهتمين متى يبدأ الحوار فكثرة التساؤلات والانتظار افقد الحوار الوطنى ما كان مأمولا فأصبح غير زى اهميه لكثيرين بل ذهب البعض لأقصى درجات اليأس انه لن يكلل لهذا الحوار اى نجاح فى ظل ان الاختلاف سنه والانشقاق قاعدة والافتراق وسيلة للتنصل من سلبيات قد تحدث أثرا غير مأمول عواقبه فانصرف الناس والمهتمون واخذتهم عجلة الأحداث المتسارعة مع أحداث الحرب الروسية الاوكرانية والتى انطلقت أحداثها تقريبا مع الإعلان عن الحوار الوطنى فلا الحرب الروسية الاوكرانية انتهت ولا جلسات الحوار الوطنى قد بدأت رغم مرور عام كامل لم نتحرك ابجابيا خطوة واحدة فى ظل تراجع سلبيا خطوات بسبب الارتفاع الرهيب فى الأسعار و التضخم وانخفاض قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية فى ظل أزمة اقتصادية عالمية نحن جزء منها٠

وفى النهاية نود ان نذكر الجميع أحزاب موالاه ومعارضه ان الفرصة لاتتكرر على الأقل فى الفترة القصيرة ومن لمن يغتنم الفرصة فلا يلوم الا نفسه اذا كنا جادين حقا فى إجراء حوار وطنى حقيقى تكون مخرجاته إصلاح حقيقى للوضع المتأزم على كل المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية ٠٠ فهل نحن على أبواب تلك اللحظة التى انتظرها الشعب كافة بكل اطيافه وتوجهاته وايدلوجياته المختلفه للإصلاح الحقيقي للمجتمع

زر الذهاب إلى الأعلى