دنيا ودين

رحمة الرسول – صلى الله عليه وسلم- بالناس

رحمة الرسول – صلى الله عليه وسلم- بالناس

متابعة : ناصف ناصف

دكتوره شمس راغب عثمان

أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية .الجامعة الإسلامية بولاية منيسوتا.الولايات المتحدة الأمريكية

• سيدي يارسول الله :

” نقر ونعترف بما نحن فيه من قصور في الرؤية وعجز في

الأقلام ، وازدحام في المشاعر ؛ فاعذر لنا هذا الارتباك في حضرتك ، وهذا التطاول في مقامك العالي ، وأنت الذي ما

أشرقت الشمس ولا غربت على أطهر منك يدا ، ولا أبر منك صلة ،

ولا أصدق منك حديثا ، ولا أشرف منك نسبا ، ولا أعلى منك مقاما .

• فمبلغ العلم فيه أنه بشر

وأنه خير خلق الله كلهم .(١)

• ففي السيرة العطرة من الجلال ، والجمال ، وعلو المنزلة وسمو

المكانة ، ما لا يطالها رائع من الشعر أو بارع من النثر ، بل هي

وقفة في رحاب المصطفى – صلى الله عليه وسلم .- لنقطف من

من أخلاقه ومواقفه المواعظ والدروس المستفادة والعبر .

• نأتي دائما إلى رحابك الطاهرة ؛ لننعم بهديك ونقول لك بقلب مدين إننا لم نراك وآمنا بك ، وسمعنا بمسامع الروح بحة صوتك في حديثك : ” طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي “

فصلاة وسلاما عليك يا خير خلق الله يليقان بمقامك الجنة وعلى آلك وصحبك أجمعين .

• وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف

وانسب إلى ذاته ما شئت من عظم

• فإن فضل رسول الله ليس له

حد فيعرب عنه ناطق بفم (٢)

• كان النبي – صلى الله عليه وسلم – قبل الرسالة أشد نصرة للفقراء والمساكين ، وأشدهم نفورا من الظلم ، ومن ابتزاز الضعفاء وهضم حقوقهم .

• كان النبي – صلى الله عليه وسلم – أرحم الناس بالناس وأرأفهم بهم ، يرحم الكبير لعجزه ، والمرأة لضعفها ، والطفل لقلة حيلته ،

ولم يقتصر هذا على صحابته الكرام ، بل شملت رحمته البعيد

والقريب والمؤمن والكافر والجماد والحيوان ليبين لنا أن الرحمة كغيث السماء يمطر كل أرض يمر بها خصبة كانت أو جرداء ، فإن لم

يخصبها ترك أثره فيها واضحا جليا .

• وكيف لا يكون كذلك وقد شهد برحمته العزيز الحكيم حين قال سبحانه وتعالى: ” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم ” سورة التوبة : مدنية من الآية ١٣٨ .

• هذا هو إخبار الله تعالى لنا ودلالته وتوكيده ، لنقف عند ثلاث كلمات تفيض بها معاجم اللغة وتأنس بها أرواح العباد والزهاد وهي:

• حريص ، رؤوف ، رحيم .

• حرص صلى الله عليه وسلم علينا من الوقوع في الشبهات ومن

التخبط في الذنب ومن سطوة النفس الآثمة على مداركنا وتفكيرنا

وحرصه علينا خشية نيل العذاب ، فهو يوجهنا ويرشدنا وينصحنا ويعظنا ، لأنه – صلى الله عليه وسلم – نبي الرحمة ورسول القلوب وسيدها .

• رؤوف : فمن ذاك الذي يرأف لحال أمة بأكملها شقيها وسعيدها غنيها وفقيرها ظالمها ومظلومها ، يخشى عليها من عذاب يوم لا ينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

• رحيم : يرحم فقيرنا فيدعو جاهدا – صلى الله عليه وسلم – ليل نهار للبذل والعطاء ومد يد العون للفقراء والمساكين.

• يرحم مظلومنا ؛ ليقف جانبه حتى يسترد حقه من ظالمه .

• ويرحم والدينا فيدعونا للبر بهما والوقوف على تلبية حاجتهما واحتوائهما في الكبر ومعاملتهما أكرم معاملة ، وذلك لأن الله تعالى

قرن في القرآن الكريم برهما بالتوحيد في العديد من الآيات القرآنية

منها : ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما

قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ” سورة الإسراء .

• والأعظم من ذلك هو دعوته لنا لنرحم أنفسنا فنقيها من عذاب الجحيم حين نلجمها عن الشهوات ونعصمها من المعاصي فتنجو وننجو بنجاتها .

• ومن مثل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رحمة وإحسانا وقد فاضت به كتب التاريخ وامتلأت به القلوب وألفته العقول .

• بشرى لنا معشر الإسلام أن لنا

من العناية ركنا غير منهدم

• لما دعا الله داعينا لطاعته

بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم (٣)

• إن رسالة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – قد تصدرت بوابة الرحمة والتوبة والمغفرة ، وهي رسالة لم ترسل لقوم دون قوم ولا لأمة دون أمة بل رسالة للناس كافة لنشر الخير والمعروف والرحمة والسلام بين الخلائق والإنسانية كلها وحامل لوائها محمد ابن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – .

الذي كان مدرسة في الرحمة والرفق ، قال تعالى : ” وما أرسلناك

إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لايعلمون ” سورة : سبأ مكية الآية ٢٨

• وقال تعالى : ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ” سورةالأنبياء ١٠٧ .

• ” سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ” والحمد لله رب العالمين الذي أرسل رسوله بالهدى والعلم واليقين هدى ورحمة للعالمين . أي للإنس والجن .

زر الذهاب إلى الأعلى