مقالات

للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم

للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم

المقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية
متابعة ناصف ناصف
محبة الله من أعظم مقامات العبادة عليها تدور رحى الطاعة والسير إلى الله، لأنها تسوق المؤمن إلى القرب وترغبه في الإقبال على الله، وتجشم المشقة والعناء في سبيل رضا الله والفوز بجنته. قال تعالى في وصف المؤمنين: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ” المائدة : 54 . فمحبة الله يذوق بها العبد حلاوة الإيمان. ومحبة الله هي إيثار محبة الله على ما سواه بالتزام أمره واجتناب نهيه واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في كل كبير وصغير وصرف المحبة الإيمانية لكل محبوب لله والبعد عن كل ما يسخط الله وينافي محبته، وشرط المحبة لله الإحسان في العمل واتباع الشرع. فلا تصح المحبة ولا تقبل الدعوى من أحد إلا يما يوافقها من الإخلاص في العقيدة والعمل الصحيح.
وأن إخلاص العقيدة والعبادة لله جل وعلا قضية مصيرية وأساسية تحدد موقف كل إنسان يوم القيامة في دخول الجنة أو النار ، وقد وصف القرآن الكريم الأنبياء بالمُخـْلَـصين (بفتح اللام) وهذه درجة من السمو الأخلاقي والنقاء من الشرور يصل إليها كل إنسان يكون من المخـْلِـصين (بكسر اللام) في العقيدة يقول تعالى :”هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ” غافر -65
والإخلاص ضد الرياء فالنية شرط أساسي لقَبول العمل، والرياء يؤدى إلى فساد العمل مع حبوطهُ؛ أي لا يَقبله الله تعالى لقوله: «مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهاَ وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ» هود15-16
والتواضع صفة من صفات المخلصين والمحبين لله من المؤمنين والمؤمنات، وقد حَثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الإلتزام بها، وحَضّ المؤمنين على الابتعاد عن التكبر، الذي ينتهي بصاحبه إلى الدَّرْك الأسفل من النار، لأنّ التواضع في غير مَذلّة ولا مَهانة خلق يليق بالعبد المسلم. لهذا يقول تعالى:”ولا تصعر خدك للناس ولاتمش في الأرض مرحا إن الله لايحب كل مختال فخور” لقمان – 18 .لهذا فعلينا بالتواضع الذي هو زاد الملوك وأن ننهي أنفسنا عن الخيلاء والعجب بأنفسنا لأن الله يقول :”ولاتمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ” الإسراء ا- 37 , والتواضع وهو بذل الاحترام, أو العطف والمجاملة لمن يستحقُّه- فهو خلق يكسب صاحبه رضا أهل الفضل من الناس ومودتهم, وهو الطريق الذي يدخل بالشخص في المجتمع, ويكون به عضوًا ملتئمًا مع سائر الأعضاء التي يتألف منها جسد نُسمِّيه الأُمَّة؛ فالتواضع أنجح وسيلة إلى الائتلاف والاتحاد اللذين هما أساس الطربق إلى محبة الله وأساس التعاون على مرافق الحياة وجلائل الأعمال.وقال تعالى يدعو رسوله الكريم إلى هذا الخلق العظيم:” وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ” الحجر -88.

زر الذهاب إلى الأعلى