عاجل

النضج النفسي

كتبت: د/ أمنية حسن

نظم قطاع المكتبات التابع لمكتبة الإسكندرية أمثية ثقافية بعنوان “سبعة مبادىء للتعافي والنضج النفسي” ألقاها الدكتور/ أوسم وصفي أستاذ الطب النفسى، حيث حرص في حديثه على تقديم التوعية النفسية السليمة ومناقشة المغلوطات السائدة المتبعة، كما حرص على تقديم الدعم للشباب وإرشادهم لتبني عادات نفسية بمناسبة بداية عام جديد، وتناول سبعة مبادىء للتعافي من الصدمات والضغوطات الحياتية للوصول لمرحلة النضج النفسي، وأيضا النضج في العلاقات مع الآخرين.

ويعد أول مبدأ للتعافي هو القبول غير المشروط، ويقصد به احترام الآخرين كما هم دون اشتراط أو محاولة تغييرهم أو السيطرة عليهم أو التدخل في حياتهم، وقبول الآخر لا يشترط الموافقة على آرائه أو سلوكياته، فالقبول غير المشروط هو توجه عام بحب الخير وعمل الخير للجميع بقدر المستطاع.

والمبدأ الثاني هو الصدق والشفافية والتعرض، والتعرض هو أن نظهر أمام البعض (دائرة الثقة) كما نحن، أي أن نكون قابلين للجرح أمام بعض الأشخاص، وعندما لا يجرحونا فهذا يعطينا اكبر قدر من الأمان يمكن أن نحصل عليه، وهذه مخاطرة تستحق فلا نمو بدون مخاطرة، فالتعرض لابد ان يكون بحساب وتدرج لكنه لا يمنع حماية النفس، فالتعرض أمام دائرة الثقة يمنحنا القدرة على ركوب عجلة الزمن لتعويض ما لم نحصل عليه في الطفولة وتصبح هذه الدائرة مجموعة من العلاقات الشافية.

وعن المبدأ الثالث وهو مناخ الحرية، حيث أن مناخ الخوف والخزي يؤديان إلى السيطرة المبالغ فيها في العلاقات سواء على النفس أو على الآخرين، والسيطرة تمنع القبول غير المشروط لأنها تمنع التعرض فتغلق الدائرة علينا وتكون بمثابة قشرة تمنعنا من النمو.

والمبدأ الرابع وهو أهمية الآخر لنمو الشخصية، حيث تنمو الشخصية منذ الطفولة بالتفاعل مع الآخرين بدءاً من مقدمي الرعاية ويشعر بأنه موجود عندما يرى انعكاسا عند الآخر، وإدراك مشاعر الآخرين يدل على المواجدة وهذا ضروري لنمو الشخصية.

ويعد المبدأ الخامس هو الرجوع للماضي لمحاولة تجاوزه، فمن القواعد النفسية المستقرة أن الماضي يؤثر في الحاضر وما يحدث في الطفولة يكون له أثر على شخصية الإنسان، فالأحداث تبدو أنها مضت لكنها غرست معتقدات وعادات تفكير وسلوكيات وأنماط للعلاقات، فلا نعود للماضي للبكاء عليه والتألم منه إنما لنعرف تأثيراته علينا اليوم.

والمبدأ السادس هو الروحانية العابرة للأديان، وتعد الروحانية في تصور دكتور أوسم تؤدي للنمو والتعافي لتجد النقطة المتزنة المتوترة بين التأمل والعمل، فالتأمل هو التدريب على تقبل الحياه في اللحظة الحاضرة كما هى، والعمل هو لتغيير ما نستطيع تغييره في أنفسنا اولا ثم الواقع الذي حولنا.

ويعد المبدأ السابع والأخير في مبادىء التعافي هو الإصرار على المواصلة رغم الانتكاس، فلكل تحرك نحو الأمام توجد قوة مضادة، فالنمو طريق حلزوني صاعد، لذا لابد من المواصلة.

واخيرا، العلاقات الصحيحة والسليمة بها القدر المعقول من التعرض والقبول ومراقبة النفس وإدارة المشاعر ومراجعة الأفكار والتأمل وعدم التوحد.

زر الذهاب إلى الأعلى