تحقيقاتثقافةدنيا ودينمحافظات

حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

تهنئة غير المسلمين

متابعه- ناصف ناصف

 الدكتوره شمس راغب عثمان أستاذ الأدب والنقد بالجامعة الإسلامية تتحدث عن حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم. • فتقول إن الإسلام هو دين العدل والتسامح مع غير المسلمين ، وقد أوصى الله تعالى في كتابه الكريم ، وكذلك نبينا – صلى الله عليه وسلم – في سنته بالمسالمين لنا من غير المسلمين خيرا . • من أجل ذلك يجب أن نذكر أنفسنا بسماحة الإسلام مع غير المسلمين في المجتمع المسلم . • أما عن حكم تهنئة المسحيين بأعيادهم أمر مرحب به شرعا إذ يصنف مثل التعبير عن الإحسان إليهم والبر بهم ويدخل في باب لين الكلام وحسن الخطاب ، وهذا ما أمر به الله تعالى . • فقد دعا الإسلام إلى قيم التعايش والتسامح والاحترام ، وربى أتباعه على ذلك ، وهي قيم لا تتنافى مطلقا مع اعتزاز كل صاحب دين بدينه ، وتمسكه به ، فكلما ازداد المسلم فهما للإسلام كلما ازداد فهمه لغيره . • كما أن جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم يتوافق مع مقاصد الدين الإسلامي ويبرز سماحته ووسطيته ، وأن هذا الأمر من شأنه تزكية روح الأخوة في الوطن ، والحفاظ على الوحدة الوطنية ، ووصل الجار لجاره ، ومشاركة الصديق صديقه فيما يسعده من مناسبات . • امابخصوص ضوابط تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ، لابأس بتهنئة غير المسلمين بأعيادهم لمن كان بينه وبينهم صلة قرابة أو جوار أو زمالة ، أو غير ذلك من العلاقات الاجتماعية التي تقتضي حسن الصلة ، ولطف المعاشرة التي يقرها العرف السليم . • ولكن إن كانت تهنئة المسيحيين بأعيادهم جائزة ، فلنا أعيادنا الخاصة بنا ، ولهم أعيادعم الخاصة بهم . • وقد يشعر المسلم بفضل غير المسلم عليه في ظروف معينة مثل المشرف الذي يساعد الطالب المسلم بإخلاص ، والطبيب الذي يعالج المسلم بإخلاص ، وغيرهما ، وكما قيل أن الإنسان أسير الإحسان ، وقال الشاعر : • أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد لإنسان إحسان واوضحت أن المسالمين لهم ، الذين لا يعادون المسلمين ، ولا يقاتلونهم في دينهم ، ولم يخروجوهم من ديارهم أو يظهروا على إخراجهم ؟ • إن القرآن الكريم قد وضع دستور العلاقة بين المسلمين وغيرهم في آيتين من القرآن الكريم ، في سورة الممتحنة . • وقد نزلت في شأن المشركين الوثنيين فقال تعالى : { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخروجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين . إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون } الممتحنة مدنية ٨- ٩ . • ففرقت الآيتان بين المسالمين للمسلمين والمحاربين لهم . • فالأولون- المسالمون – شرعت الآية الكريمة برهم والإقساط إليهم والقسط يعني : العدل ، والبر يعني الإحسان والفضل ، وهو فوق العدل ، فالعدل : أن تأخذ حقك ، والبر : أن تتنازل عن بعض حقك . • العدل أو القسط : أن تعطي الشخص حقه لا تنقص منه ، والبر: أن تزيده على حقه فضلا وإحسانا. • وأما الآخرون الذين نهت الآية الأخرى عن موالتهم : فهم الذين عادوا المسلمين وقاتلوهم ، وأخرجوهم من أوطانهم بغير حق إلا أن يقولوا : ربنا الله ، كما فعلت قريش ومشركو مكة بالرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه . • وقد جاء في القرآن للتعامل مع المسالمين كلمة – البر – حين قال سبحانه : – أن تبروهم – وهي الكلمة المستخدمة على أعظم حق على الإنسان بعد حق الله تعالى وهو – بر الوالدين – . وأشارت بان الرسول – صلى الله عليه وسلم اجاز – بر غير المسلمين ؟ • نعم وفي العديد من المواقف ، أذكر على سبيل المثال موقفين من مواقفه – صلوات ربي وسلامه عليه – في ذلك : • وقد روى الشيخان عن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها : – أنها جاءت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله ، أمي قدمت علي وهي مشركة ، وهي راغبة – أي في صلتها والإحسان إليها – أفأصلها، قال – صلى الله عليه وسلم – صلي أمك – متفق عليه . • هذا وهي مشركة ، ومعروف أن موقف الإسلام من أهل الكتاب أخف من موقفه من المشركين. • الموقف الثاني : يشرع القيام لكل جنازة لعموم قوله عليه الصلاة والسلام – : – إذا رأيتم الجنازة فقوموا وجاء في بعض الروايات : – فقالوا يارسول الله إنها جنازة يهودي فقال : – أليست نفسا . وفي لفظ إنما قمنا للملائكة ، وفي لفظ : – إن للموت لفزعا – هذا والله أعلم . وتحدثت أيضا عمن ينهون عن تهنئة المسيحيين في أعيادهم • واكدت مع كل التقدير والاحترام لهم وللناس جميعا ، أقول لهم : – أن هناك شيء يؤكد على تهنئة أهل الكتاب في أعيادهم مشروعة : ١- لقد أباح لنا ديننا الحنيف الزواج من الكتابيات ( يهوديات أو مسيحيات ) فكيف تكون زوجتي وأم أولادي ولا أهنؤها بعيدها ؟! ٢- أيضا جعل الله تعالى طعامهم حل لنا ، فكيف نأكل طعامهم حل لنا ، فكيف نأكل طعامهم ولا نهنؤهم في أعيادهم ومناسبتهم المختلفة ؟ • فلو كانت التهنئة الكلامية ممنوعة كان من باب أولى منع ما فوقها من الزواج والطعام . • نحن في مصر نعيش في وطن واحد مسلمين ومسيحيين في أمن وسلام وأمان واطمئنان مؤمنين بأن الدين لله والوطن للجميع . فقد تربينا وتعلمنا الكثير من سماحة الإسلام دين ليس به قسوة ولاعنف ضد الآخرين قال تعالى : – وما أرس

زر الذهاب إلى الأعلى