عاجل

سلسلة بلغوا عني ولو آيه ” إجعلني على خزائن الأرض”

الكاتبه ،، نهى حمزه

في قراءه عميقه متأنيه نغوص معا بشئ من التأمل والتفكر والتدبر والبحث والتنقيب عن معنى عظيم ونحن نقرأ سورة يوسف ، ، إجعلني على خزائن الأرض ( وهي مقود الاقتصاد ) ، وذكره بالحيثيه ّ. إني حفيظ عليم ٠

تتحدث الآية الكريمة على طلب ورجاء وتمني يوسف من لدن ملك الملوك بأن يمكنه من شيئ عظيم ّ. خزائن الأرض مع الوعد بالحفاظ عليها والمقصود هنا الأمانه في حسن إدارتها مع التقدم بكل الحيثيات للقيام بهذا الأمر وهو المقدره علي الحفاظ عليها وحسن إدارتها وان لديه من العلم المطلوب لأداء المهمه نحن أمام أمر مصدق لا رياء ولا تأويل فهو قول نبي .٠

السؤال الذي دفعني بكل ذره في عقلي للبحث والكتابه حين كنت أقرأ تلك الآيه الكريمه ّ. لماذا قال يوسف خزائن الأرض ولم يقل خزائن مصر ،، رغم ان كل أحداث قصة يوسف حسب ما ورد في القرآن الكريم كانت تدور في مصر فقد كانت هي مقصد رحلة إخوة يوسف وإصطحابهم إياه ثم ما تلاها من حكاية العزيز وزوجته والنسوه والسجن وما وصل إلينا من القرآن الكريم في أحسن القصص ٠ نعود للسؤال الذي طرحته وشغلني .. لماذا قال خزائن الأرض ولم يقل خزائن مصر .. أكانت خزائن الأرض جميعا في مصر ؟ ومصر هي القوة التي تنتفع منها الدنيا … مصر هي ارض الله وخير الله وهي من أطلق عليها خزائن .. هي الإشعاع تنجذب نحوه أرض الله الواسعه وبقدرة كانت تعطي وتسود وتجود وتقود إمتدادا وتأثيرا علي الدنيا ٠

فيها صار يوسف مستثنى وهو نبي الله وكونه يطلبها قائلا إني حفيظ عليم فسأله بالحفظ والعلم وقال ذلك عند من لا يعرفه فأراد تعريف نفسه وهنا ما قصدنا بقولنا انه صار مستثنى من قوله تبارك وتعالى .. فلا تزكوا أنفسكم .. إذن هو ليس باب تزكية النفس المحظوره . نعود لخزائن الأرض ..

قال سعيد ابن منصور سمعت أنس ابن مالك يقول .. مصر خزانة الأرض ، وقيل أنها هي الأهرام التي يجمع فيها الغلال لما يستقبله من السنين العجاف التي أخبرهم يوسف بها في رؤياه لاتصرف بما علمه الله على الوجه الأحوط والأصلح لتدبير الأقوات بعد علمه بسنين المجاعات . هذا الجانب المهم شد تفكيري وأثار التساؤلات في ذهني عن كون ذكر مصر أو حتى خزائن مصر على أنها خزائن الأرض دون تأويل … قد تكون هذه اضاءه خفيفه على الموضوع في اجتهاد متواضع مني ، وكم أتمنى أن أجد من الباحثين ورجال الدين الحقيقين التعمق فيه وتناوله بشكل يرضي عقلي وكل العقول المتسائله ، فأنا أراه أمر عظيم .. وانا شخصيا اتمنى ما يشبع عقلي في ذلك ممن هم أكثر مني علما وأوسع إجتهادا . سبحانك ربي من علمتنا القول الفصل ..

أما عن الجانب الآخر بعد التمكين ليوسف وما ذكر من أمر أن الملك وضع له سرير من ذهب مكلالا بالدرر والياقوت وطول السرير وعرضه وانه قد دخل الملك بيته مع نساءه .. وحب يوسف وزواجه وكل هذه الأمور قد يذهب إليها الشعراء لتناولها ، ورغم أني شاعره لكني أقر أن ما ورد في السورة الكريمة ( اجعلني على خزائن الأرض ) هو ما أثار حفيظة الفكر والعقل للتدبر والبحث حول أرض مصر الطيبه التي لن تجدب أبدا ولن تجوع ولن تطل سنينها العجاف .. الخير فوق ثراها وفي بطنها خزائن .

سلاما يا بلادي في كتاب الله وفي عقلي وقلبي وعقول البشر واقلامهم وتساؤلاتهم وأبحاثهم

سلاما يا يا بلادي في كتاب الله كنانه وخزائن الأرض .

مصر عندي هي قدس الأقداس .

زر الذهاب إلى الأعلى