مقالات

حُبُّ وَطُنِّيٌّ

حُبُّ وَطُنِّيٌّ

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي
مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس

«وَطِّنِي ذَلِكَ الْحُبِّ الَّذِي لَا يَتَوَقَّفُ وَذَلِكَ الْعَطَاءِ الَّذِي لَا يُنَضِّبُ».
تحدثنا في المقال السابق عن مُناسبة في شهر نوفمبر تخص الجميع ألا وهي «عيد الحُبُّ»، واليوم سوف أتحدث عن الحُب بشكل أعم وأشمل هذا الحُب الذي يضم الجميع على أرض واحدةً وجذوره متعمقةً ومترسخةً في أصول ونفوس كل واحد فينا، حُبَّ فطري وغريزي، حُبُّ من نوع غير مشروط، حُبُّ وهبه الله تعالى في قلوبنا ألا وهو حُبُّ الوطنِ وقد قال ابن الرومي:
«لِي وَطَنُ آليت أَلَا أَبِيعُهُ… وَأَلَّا أَرَى غَيْرَي لَهُ الدَّهْرُ مَالِكًا»
وطنُ.. كلمة صغيرة مكونة من ثلاثة حروفٍ فقط.. لكن لها معنى عظيمًا.. فهو هوية التي نحملها ونفتخر بها.. وهو المكان الذي يحتوينا ولا نحس بالأمان إلا فيه.. هو الحضن الذي يمدنا بالحنان والدفء.. وهو نعمةٌ من الله تعالى..
وهبنا اللهُ -عز وجل- الوطن.. فهو جنةُ الله على هذه الأرض.. فالوطنُ أغلى من القلب والروح والدماء والدماء وفداء أرواحنا من أجله لأنه أغلى أرض في الوجود..
فالوطن هو تلك الأرض التي أنجبتنا، هو تلك الأم الحنون التي أغدقتنا بعطفها وحنانها وسقتنا من مائها، وأنبتت لنا طيب الثمرات من أحشائها، هو الوطن الذي آوانا منذ خروجنا من بطون أمهاتنا في الدنيا، فوطننا أرض نقية خلقها الله، فحب وطنك كحب آل بيتك.
فالوطنُ هو العيونُ التي نرى بها، والقلب الذي ينبض بالحُب، والشريان الذي يمنحنا الحياة، وهو العطاء الذي لا ينتهي ومنبع الماء الذي لا يتلوث مهما حاول أحدهم تلويثه، لأن حب الوطن مثل الذهب الذي لا تتغير صفاته مهما طال به الزمان..
فهيا نساهم في ارتقائه، وجعل رايته أعلى الرايات، فنشكر الله -عز وجل- كل صباح أننا نستيقظ فيه ونجده وافر العطاء مهديًا خيراته لنا، فلنكن فداءً من أجله، فحُبَّ الوطن من الإيمان.
وواجبٌ علينا الحفاظ عليه وعدم السماح لأي كان من المساس به أو التعدي عليه، والتصدي لهجمات الأعداء والمتربصين، فتقدير واحترام الوطن يكون أكبر ما يُمكن عندما تكون مُعززًا ومُكرمًا داخل أسوار وطنك.. والاختبارُ الحقيقيٌ لمحبةِ الوطنِ تكون بمقدار ما تقدمه له من جهد حقيقي حتى يسطع نجمه وترتفع أعلامه ويكون نموذج جميل بين جميع دول العالم، في العلم والصحة وفي جميع المجالات والتخصصات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

زر الذهاب إلى الأعلى