بدأ افتتاح المؤتمر بكلمة الدكتور / لؤى منظم المؤتمر بالترحيب / بالسادة الحضور علماء الأزهر وعلماء الكنيسة المصرية وضيوف مصر من كافة الدول العربية الشقيقة .
ثم تحدث عن مواقف التسامح والتعايش بين أبناء الشعب المصرى المسلمين والأقباط فمنذ أكثر من 800 عام عندما كانت جيوش الحملة الصليبية الخامسة تحاصر مدينة دمياط التقى القديس / فرنسيس اوزيس مع السلطان الكامل الأيوبى فى مشهد فريد لم يتحقق من قبل وذلك سنة 1219 ولهذا اتخذت هذه الصورة شعار للمؤتمر ويعتبر هذا اللقاء اول حوار بين الاسلام والمسيحية الرافضة للحرب والرافضة للمعاناه
.
ثم كلمة الدكتور / أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية عن أهمية الدعوة للتسامح فهو العمود الفقرى للعمران البشرى فمن غيره لا يستقيم المجتمع الا بالتضامن والتكامل و قال ان المعنى الثانى للتسامح يرتبط بمفهوم الأخوية الذى يعد أحد المبادىْ الأساسية فى تأسيس العمران البشرى فوجودى لايكتمل الا فى وجود الأخر وإذا سعيت الى تدميرة فأنما أقوم بتدمير وجودى فقد كانت المجتمعات البسيطة فى الزمن البسيط الأول لا تعرف هذا المفهوم ولكن مع ظهور الحضارات الحديثة والمجتمع الحديث ظهر هذا المفهوم الذى يتضمن فكرة الأعتراف بالأخر والتكامل معه والتضامن معه وعندما نستدعى مفهوم التسامح فاننا نستدعى مدينة الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية القديمة فكل منهم قدم نموذج للتعايش فان مدينة الإسكندرية تفتح زراعيها لكل من يطأ ارضها . ومكتبة الإسكندرية تجمع الفلاسفة والعلماء والكتب من كل مكان فى العالم ولمن يتسأل لماذا مؤتمر التسامح فهذا سؤال هام جدا ونقول لما يعانية المجتمع المعاصر من حروب وتطرف وكسر لمبادىْ التسامح فى كثير من انحاء العالم وثمه فرض للوصاية على جامعات بعينها وتهميش جامعات بعينها والسعى لفرض أطر أحادية وتسلطية على الشعوب رغم ان الشعوب لاتريد هذه الأطر لأن كثير من المجتمعات تهدم من خلال هذه الصراعات .
كلمة الدكتور / سلامة داود – رئيس جامعة الأزهر الشريف نيابة عن فضيلة الأمام الأكبر د / احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف قال ان الاسلام السمح قضى على التفرقة العنصرية وهدم بنيانها بقول الله جل وعلى (( ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم لأدم وأدم من تراب) ولذلك جعل الرسول صل الله عليه وسلم دلالة الحبشى وسلمان الفارسى وصهيب الرومى وهم من العبيد أخوة فى الاسلام لأبى بكر الصديق وعمر ابن الخطاب وعلى بم ابى طالب فكانوا سادة وازال الفروق بين الطبقات الاجتماعية كما ازال التفرقة العنصرية . ان القرآن الكريم قرر التعايش والتسامح بين الاديان كلها فكل انسان حر فى اختيار دينه قال تعالى ( لا اكراه فى الدين وقال لكم دينكم ولىَ دين ) ثم لم يجعل الفصل بين اهل الاديان المختلفة الإ لله وحده فقال جلى وتقدس ( ان الذين امنو والذين هادو والصائبين والنصارى والماجوث والذين اشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة ) وأحترم الأسلام دور العبادة وأمر بالمحافظة عليها فقال جل وعلى ((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيعُ وصلواتُ ومساجدُ يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز)) ووصف القرآن الكريم اتباع سيدنا عيسى عليه السلام بالرأفة والرحمة ووصفهم برقة قلوبهم والبكاء عند سماع القرآن الكريم فقال عز وجل ( واذا سمعوا ما انزل من الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا امنا فكتبنا مع الشاهدين ) كما وصف اتباع سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام فقال عز وجل ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ) وأمرنا الإسلام عند الحوار مع الأخر ان نتخير أفضل طرق الحوار وأحسنها وأهداها دون إغلاظ فى القول فقال جل وعلى ( وجادلهم بالتى هى أحسن وقال ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتى هى احسن ) وعندما حضر وفد نصارى نجران الى المسجد النبوى للحديث مع رسول الله صل الله عليه و سلم قدموا وهم لابسون ازيائهم الكنسية ويحملون الصلبان فى أعناقهم وأستأذنوا الرسول عليه الصلاه والسلام فى الصلاه فأذن لهم ودقوا النواقيس فى المسجد النبوى وصلوا صلاتهم على مرأى ومسمع من كل المسلمين وبرضىَ الرسول وشهد الرسول عليه الصلاه والسلام بالعدل للنجاشى وكان مسيحياً . وأكد فى نهاية كلمته على ان الأنسانية بجميع الأديان والمذاهب والمعتقدات تشترك فى الدعوة الى مكارم الأخلاق والفضائل فالصدق محمود فى كل دين ومذهب والكذب مذموم فى كل دين ومذهب والأمانة محمودة والخيانة مكروها فى كل دين ومذهب
كلمة نيافة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريارك الكرازة المرقسية والبابا رقم 118فقد بدأ حديثة بثلاث عناوين * التعايش حياه * التسامح أسلوب حياه * قبول الأخر هو جودة الحياه
أول : التعايش حياه خلقنا الله من محبته وميز الإنسان بعد أن خلق الخليقة كلها واصبح الانسان بمثابه ملك وضعه الله على رأس المملكة فقد خلق الله الانسان عاقلا وعاملا وعابداً فالعقل منارة فى حياه الانسان وخلقه ايضاً عابداً له قلب يستطيع ان يقابل الله في قلبه واصبح القلب هو المحطة او المكانة التى يستشعر فيها الانسان وجود الله وخلق الانسان عاملاً واعطاه يدين يعمل بهما بجانب العقل والقلب واعطاه نعمة الحرية لكى يعمل ويفلح فى هذه المسكونة وامتد الجنس البشرى وانتشر وجاءت الشرائع على اختلاف الاديان تنظم حياه الأنسان وتواجده وعلاقاته فى أى مجتمع يعيش فيه وتحدث عن العطايا الكثرة التى منحها الله للإنسان
.
ثانيا : التسامح هو اسلوب حياه وهو قيمة كبيرة يجب ان نصلى لله من اجلها فى كل وقت وفى كل حين والتسامح لايبنى الا على وجود الشعور بالسلام واكد ان الانسان محصور بين ثلاث جوانب للتسامح وهى
* سلام الانسان مع نفسه حتى لايعيش فى صراع مع النفس
* السلام مع الله ان يكون فى علاقة طيبة مع الله يشعر برضى الله
* السلام مع الاخرين فهو اسلوب حياه
وقأختتم نيافه البابا تواضرس الثانى كلمته عندما تتصافح مع انسان اخر انت تتصافح مع خليقة الله صنع يد الله
ثم كلمة وزير الاوقاف الدكتور/ محمد مختار جمعة وكلمة فضيلة الدكتور / على جمعة مفتى الديار المصرية الاسبق والدكتور / على عمر الفاروق المدير الاكاديمى لدار الافتاء والأنبا ابراهيم اسحاق بطريارك الاسكندرية وعلماء الأزهر ورجال الكنيسة المصرية . وانتهت الجلسة الافتتاحية ولكن فعليات المؤتمرة مستمرة لمدة ثلاث ايام مقسمة بقاعات المكتبة لتقديم ابحاث الدارسين والمناقشات العلمية والمنهجية المعنية باهداف المؤتمر مع السادة المتخصصين .