عاجل

“Happy Valentine’s day”

 

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي

مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس

 

«اِلْحَبْ هُوَ الشَّمْعَةُ الَّتِي تُضِىءُ لَنَا طَرِيقُنَا فِي الْحَيَاةِ»

أتى شهرُ نوفمبرٍ وهو يحمل معه مُناسبةِ سعيدةِ على الجميع ألا وهي «عيد الحُبُّ»، فقد لفت انتباهي عبارة «نوفمبر شهر الوقوع في الحُبِّ» كما تتصدره بعض العناوين على السوشيال ميديا..

ما أجملُ الحياة التي تضيء الطريق بالحُبِّ.. ذلك المصباحِ المنيرِ الذي يجعلنا نصحُو وكُلُّنا طاقةً على أمل جديدٍ وحياةِ سعيدةِ.. تلك الكلمةِ الصغيرةِ «الحُبَّ» التي من السهل النطق بها ولكنها تحمُّل العديد من المعاني التي تُسيطر على الروح والعقل والقلب بكل ما تحمله معنى الكلمة.. بالحُبِّ نحيا ونتنفسُ ونجددُ طاقتنا وتتلونَّ حياتُنا بأجمل الألوان الهادئة المبدعة التي تروقُ البصرُ قبل النظرِ.. كمْ من نفوس انطلقت للحياةِ والسعيِّ والنجاحِ والألقِ والتميزِ بفضلِ الحُبِّ.. كمْ من عقول تغيرت وتنازلت وضحت عن أفكارها السلبية والغريبة بفضلِ الحُبِّ.. كمْ من قلوب سامحت وعطفت وحنت ورقت وأصبحت بيضاء كبياضِ الثلجِ بفضلِ الحُبِّ..

ومما لا شكٌّ فيه أن الحُبَّ والحنان والإشباع العاطفي منذ الطفولة من حق كل فردٍ، وله تأثيره البَيَّن على تفكيرٍ وسلوكياتٍ كل فردٍ، فلقد حثَّ الإسلام على أول جرعة حُبًّ وحنان تتمثل في الرضاعة الطبيعية، لأن الطفل مع لبن أمه يستشعرُ حُبُّها وحنانها وضمًّها له وتركيزها معه، وكما حثنا رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- على ثاني جرعةً وهي الحُبُّ والرحمة والحنو على الطفل، كما ينادي علماء التربية بثالث جرعةٍ في الحُبِّ والتي تتمثل في احترام مشاعر الطفل وتقديره في كل مرحلة عمرية يمر بها وإعطاؤه حقه من جميع النواحي قدر الإمكان سواءً من الناحية العقلية والاجتماعية والنفسية ومحاولة سدَّ حاجتهُ فيها، لما له من تأثير كبير ملء الفراغ العاطفيِّ في نفسهُ.

ولقد علمنا رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- احترام مشاعر الشباب وتقديرهم وغرس الثقة فيهم، ويكون احترام الشباب من خلال فتح باب الحوار والتواصل معهم والإجابة على أسئلتهم بكلُّ شمولٍ ويكونَّ بهدوءٍ وتعقُّل واحتواءهم بكل ما تعنيه هذه الكلمات، وعدم الاستخفاف أو الاستهزاء بهم فذلك من الأساليب الخاطئة التي تؤدي إلى نفور الشباب وانعزالهم عمن حولهم وعدم التواصل معهم، وأيضًا حثهم على حسن استغلال الوقت من خلال تكليفهم بأعمال محببة لهم وإشعارهم بنجاحهم فيها ومكافآتهم عليها فذلك يعطيهم الثقةُ بالنفس، وحمايتهم بالحُبِّ والعطف من خلال إبعادهم عن كل المثيراتِ الجنسيةِ والعاطفيةِ لكي يعيش الشباب حياة نفسية سليمة، وأيضًا من خلال إبعادهم عن أصدقاء السوء حيث عن اختيار أصدقاء السوء ينتهي بخسارة عظيمة في الشباب.

ومن هنا فإن الحُبَّ هو الغذاء اللازمُ لضمانِ سلامةِ الشخصيةِ السويةِ حتى في المراحل المتقدمة الأخرى من العمرِ.. فالحُبُّ حيويٌّ وهام وضروريٌّ لكل سائرِ البشرِ..

 

زر الذهاب إلى الأعلى