تحقيقاتثقافةصحيفة المواطنمقالات

إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ” المقال الاسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية”

 نقلها لكم/ ناصف ناصف

أن استشعار معية الله تتجلى في قوة توكل العبد عليه سبحانه مع الأخذ بالأسباب ومن ثم توفيق الله وتسديده كما تجلى في قوله تعالى على لسان حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد أحدقت بهما الأخطاروهما في الغار” ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن إن الله معنا ” . وقال سبحانه : ” إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ” التوبة -40 ,

:” إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ” والمعية معية الله لخلقه على قسمين القسم الأول معية عامة بمعنى الإحاطة والاطلاع فهذه معية عامة لكل المخلوقين فإن الله محيط بهم يراهم ويسمعهم ويعلمهم سبحانه والمعية الخاصة هي المعية مع المؤمنين بالنصر والتأييد والحفظ والكلاءة، و المعية الخاصة في(إنني معكما ) يقول جل وعلا لموسى وهارون:” قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ” طه 46-، فهذه معية خاصة للمؤمنين من الأنبياء والمرسلين وأتباعهم . وعلى لسان موسى قال تعالى:” قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ” الشعراء – 62, قال موسى لهم: كلا ليس الأمر كما ذكرتم فلن تُدْرَكوا; إن معي ربي بالنصر، سيهديني لما فيه نجاتي ونجاتكم.وهذه قوة اليقين و الرجوع إلى الله في كل حال، والاستعانة به في جميع الظروف والأحوال.ولا يتأتى إلا بتصفية القلب من كل سوء : نفاق رياء حسد حقد وأن تتمني لكل مسلم الخير ولو أعطاهم الله عطاء عظيما فنفرح لهم بذلك ، لأن الذي أعطاهم قادر أن يعطينا فهو له ملك السموات والأرض .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما معناه: ” يَمِينُ اللَّهِ ملأي لا يغضيها نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ , أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يُنْقِصْ مِمَّا فِي يَمِينِهِ ،”

لذا فاليقين من الإيمان ويتجلى في علاقة العبد مع خالقه سبحانه وتعالى وهي من أهم الأمور في هذه الحياة؛ فالهدف والغاية من هذه الحياة هو عبادة الله سبحانه وتعالى على الوجه الذي يرضى به عن عبده، ولا بدّ للمسلم من أن يقوّي يقينه وإيمانه بالله سبحانه وتعالى، ويوثق الصلة به لحماية نفسه من الفتن وكسب رضا الله سبحانه، ومحبته.و يزيد خضوع العبد وخشوعه لربه سبحانه وتعالى. و يُكسب المسلم العزة والرفعة، ويُبعده عن مواطن الذل والضعف. يورث العبد التوكل على الله سبحانه وتعالى، والزهد في الدنيا من المتع الزائلة وتحصل النجاة باليقين من المهالك والمخاطر التي يمر بها المسلم في حياته .و اليقين يعد من أسباب إجابة الدعاء. ويعد من أسباب دخول الجنة، والفوز في الدنيا والآخرة، و يسبب الشعور بالاستقرار وطمأنينة لقلب. مع كثرة سؤال الله تعالى الإيمان واليقين والهدى.

أ . د / مفيدة إبراهيم علي – عميد كليات الدراسات الإسلامية والعربية

زر الذهاب إلى الأعلى