مقالات

 حَيَاءُ رَسُولِنَا الْكَرِيم

 

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي
مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس

من أسعد الصُدف أن اليوم الذي أكتب فيه مقالي اليوم هو نفس احتفال العالم الإسلامي بمولد أشرف الخلق أجمعين سيدنا مُحمد -صلى الله عليه وسلم-.
مع بدايات تلك الليلة المُباركة قد هلت علينا نسمات الهواء العليل والهدوء والروح الصافية وتلالأت في السماء الزرقاء النجوم اللامعة التي تبُث في النفس الطمأنينة والرضا والتفاؤل..
لن أبالغ في كلامي عن حديثي عما أحسسته في تلك الليلة التي أقبلت علينا بعد عناءًا من الأيام الماضية.. كأنها أتت إلينا لتُخبرنا بأن الله تعالى يُجدد لنا أملنُا في الحياة.. الحياة التي نأمل دائمًا بأن نعيش فيها بسلام وأمن وآمان وود ورحمة وحُب..
فقد رأيت القمر أمس كأنه وجه فتاة يضىء لنا الكون بعام جديد.. فتاة لونت على وجهها الحُمرة من الحياء والخجل مما تحمله لنا بفرحة جميعنا ننتظرها والتي سوف تعُم علينا بمشيئة الله تعالى..
ما أجملك يا قمر الليالي بحيائك وخجلك الهادىء.. فالحياء ليس صفة غريبة أو مكروهه.. بل بالعكس فالخجل صفة محمودة.. وكان مُحمد -صلى الله عليه وسلم- يوصف بالحياء، بل بشدة الحياء، حتى ضرب له المثل في ذلك.. فعن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد حياء من العذراء في خدرها.
ويخبرنا مُحمد -صلى الله عليه وسلم- أن الحياء ليس خاصًا به، بل إنه من السنن التي جاء بها رسل الله جميعًا، عن أبي أيوب الأنصاري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع من سنن المرسلين: الحياء، والتعطر، والسواك، والنكاح».
ويخبر عن حياء أخيه موسى –عليه السلام- بقوله: «إن موسى كان رجلاً حييًا ستيرًا، لا يرى من جلده شيء استحياء منه».
ومن حياء مُحمد -صلى الله عليه وسلم- أنه يستحي ممكن يتصفون بالحياء، فقد كان صاحبه عثمان –رضي الله عنه- شديد الحياء؛ لذا كان -صلى الله عليه وسلم- يعامله بما يتناسب مع حاله.
إن من يتأمل سيرة مُحمد -صلى الله عليه وسلم- يرى أن الحياء الذي اتصف به ودعًا إليه، ليس موقف الضعف والقصور، فهو لم يكن ناشئًا عن ضعف قدرة، أو قصور في التواصل، أو خجل، بل كان أمرًا يتخلق به، ويختاره عن وعي.
لقد عني مُحمد -صلى الله عليه وسلم- بأن يربي الناس تربية متوازنة، فهو يعودهم أن يطالبوا بحقوقهم المشروعة، ولا يرى في ذلك ما يتعارض مع الحياء، ومع ذلك يؤكد على قيمة الحياء حين تكون محمودة.
إن الحياء يمنع الإنسان عن إتيان الأفعال الناشئة غير اللائقة، ويقود الإنسان على أن يهذب ألفاظه فيبتعد عما يخدش الحياء، أو عن التصريح بما لا يليق التصريح به، وهو يمنع من المجاهرة في المجامع العامة بما يلفت أنظار الناس ويستنكرونه.
وفي النهاية أقول لكم في تلك المُناسبة كل عام وأنتم بخير.. أدام الله علينا وعليكم الأعياد..
المرجع
تيماء، أبو عبد الله. (2014). ماذا تعرف عن قدوتك مُحمد صلى الله عليه وسلم. ردمك: مكتبة الملك فهد الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى