مقالات

الطُّفُولَةُ قِصَّةَ حُلْمٍ.. وَقَصِيدَةُ أَمَلٍ (2)

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي
مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس

الطُّفُولَةُ.. رَبِيعٌ وَزَهْرٌ، وَأَكَالِيلَ يَاسَمِينٍ تَتَقَلَّدُ جَيِّدُ الْحَيَاةِ فَتَكَوُّنِ زَيْنَةٍ لَهَا..
أحببتُ أن أبدأ بتلك الخاطرة التي تقُودُنا إلى تكملة ما بدأناه في المقال السابق عن مساعدة الأسرة لطفلها على تأكيد ذاته بالعديد من الطرق.
فالطفل عزيزي القارئ ما هو إلا بُرعم صغير في حياة كل أسرة قد وهبها الله إياه، وواجبنا أن نرعى ذلك البُرعم البريء لكي ينضج ويكبُر ويكون شَابًّا ورجلاً راشدًا وواعيًا لظروف الحياة وضغوطاتها.
وجميعنا يعرف أن محور حياة الطفل منذ صغره هو اللعب.. أكاد أَجْزِم أنها مرحلة لن تُعوَّضُ.. فجميعنا مررنا بتلك المرحلة التي كانت تخلو من المسئوليات والمعاناة والانغماس في الحياة بدوامتها في شتى أعباء الحياة.
ويعتبرُ اللعبُ هو مفتاحًا قَوِيًّا للوصول إلى الطفل لما له من أهمية بالغة في نواحي النمو المختلفة العقلية والاجتماعية واللغوية والتعبيرية والتعليمية، فمن خلال تلك النواحي يكتسب الطفل صوره عن ذاته أو نظرته إليها من خلال المجتمع ومن حوله.
فاللعبُ الحُرَّ يُساعدُ الطفل على حل مشاكله ويعمل على إيقاف عدوانه وإزعاجه، حيث إن عدوان الطفل في اللعب يوقف عدوانه في الحياة الحقيقية ويُحسنُ علاقتهُ بمن حوله وهذا يؤثر على احترامه لنفسه ولمن حوله.
ويُمكنُ تلخيص فوائد اللعب لنمو الطفل الاجتماعي وتأكيده لذاته في الآتي:
♣ معرفةَ عاداتٍ وقوانين المجتمع مما يُساعدُ الطفل على تحديد هويته الذاتية.
♣ تعليمُ الطفلِ القيم الاجتماعية كالتعاون والحُبِّ والعطاء والانتماء وتجعل الطفل يرى نفسه من خلال ذلك.
♣ فهم الذات وتقبلها وتنميتها ومعرفة الآخرين وتقبلهم وذلك يساعد الطفل على تحقيق السلام الذاتي.
♣ التدريبُ على الانتقال من التمركز حول الذات إلى الاهتمام بالآخرين والشعور بهم وفهم وجهة نظرهم وهذا يعطيه فكرة أن كل شخص له شخصيته وذاته المستقلة عن غيره.
♣ تحقيقُ المكانة الاجتماعية وممارسة مواقف الحياة المختلفة من خلال معرفته وتجاربه التي تعتبر الأساس في بناء شخصيته.
♣ تعلَّم مهاراتُ التواصلِ الاجتماعيِّ وتقبل الخسارة بروح رياضية.
♣ تنميةُ الثقةِ بالنفس ورفع الروح المعنوية للطفل مما يساعده على المثابرة على تطوير الذات من خلال محاولة اكتساب خبرات جديدة.
♣ تمكينُ الآخرين من معرفة مشاكل الطفل والعمل على حلها وبالتالي إدراك أي مشكلةٍ من المُمكن أن تُعيقُه في المستقبل.
♣ التخلصُ من الخجل والانطواء والعزلة.
♣ التعودُ على الاستقلال وتحمُّل المسئولية والقدرة على اتخاذ القرار والشعور بالثِّقة.
المرجع
سُليمان، سناء محمد. (2005). تحسين مفهوم الذات «تنمية الوعي بالذات والنجاح في شتى مجالات الحياة». القاهرة: عالم الكتب.

زر الذهاب إلى الأعلى