عاجل

الطُّفُولَةُ قِصَّةَ حُلْمٍ.. وَقَصِيدَةُ أَمَلٍ

 

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي

مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس

 

أُحب أن أبدأ مقالي اليوم ببعض من الأبيات الشعرية التي قرأتها وأعجبتني جدًّا.. وهي عن الطفولة..

أرى الطفلَ مُقتبساً رُوحَهُ..

لأبدأَ أوَّلَ تلكَ الدُّرُوبِ..

فيفرشُ دربيَ بالياسمينِ..

تفوحُ به عاطراتُ الطيوبِ..

فالأطفال الصغار عزيزي القارئ هم من يُدخلون الفرح والسعادة والسرور في النفس والروح وعلى البيت كله بضحكاتهم البريئة.. فتلك النفوس الطاهرة كطُهر اليمامة البيضاء في لونها ما هي إلا أرواح خُلقت ورُزق بها أهل البيت للحفاظ عليها وحمايتها من كل أذى الدنيا..

ومع ذلك نجد أن الآباء والأمهات قد تركوا أولادهم للزمن والحياة تُغير فيهم وتُغيرهم لصورة أشبه للعدو الصغير الذي لا يعرف أنه قد أصبح تحت وطأة العديد من الوسائل الاجتماعية التي تسحب منه براءته ونفسه وشخصيته وهويته..

قال الله تعالى «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ اَلدُّنْيَا» [الكهف 46].. نعم إنهم زينات الحياة الدنيا.. وواجب على كل أسرة أن تراعي تلك الزينة والحفاظ عليها لنفسه ولأهله ولمجتمعه وبلده..

فمن الحاجات النفسية والأساسية للطفل هو أن يشعر باحترامه لذاته وتقديره لها وأنه جدير بالثقة والاعتزاز؛ وذلك من خلال تشجيع الآباء لأطفالهم في التعبير عن ذواتهم، والإفصاح عنها هام جد، أما إذا تدخل الآباء في إعاقة تعبير الطفل عن ذاته بتقييد حريته والتقليل من أهمية آراءه وأفكاره والسخرية منها بالعبارات التي تنتقص من قدرهم وتجعلهم يفقدون الاعتزاز بذاتيتهم مثل أنت لا تعرف شيئًا.. إنك ما زلت صغيرًا.. كل الذي تفعله خطأ، يؤدي إلى فقد ثقته ويؤثر عليه في الكبر ويجعله غير قادر على الوصول إلى موقف المنافسة مع الأطفال الآخرين في المواقف المتعددة في مجال الدراسة أو مع زملاء العمل وتجعله متهاونًا في الحصول علي حقوقه المشروعة، ينقصه الإقدام والتحدي، ويعتمد على الآخرين في حل مشكلاته وقضاء احتياجاته.

ويُمكن للأسرة أن تُساعد طفلها على تأكيد ذاته بالعديد من الطرق.. وهذا سوف ما نُكمله في المقال القادم..

المرجع

سُليمان، سناء محمد. (2005). تحسين مفهوم الذات «تنمية الوعي بالذات والنجاح في شتى مجالات الحياة». القاهرة: عالم الكتب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى