مقالات

ناصر السلامونى يكتب: عذراً أنت كاذب وإن كنت صادقاً

ناصر السلامونى

 بداية القول إن الواقع وما نمارسه في حياتنا يكشف لنا نوايا من حولنا بل ويجعلهم أمامنا كما قال الشاعر: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم . فانتبه! فليس كل مايقال لك تصدقه ؛وليس كل من أمامك مهما كان يظهر من مثالية الأخلاق والقيم تحترمه. الأشخاص وخاصة رجال الأعمال صور تتحرك أمامك؛ لاقتناص أهدافها وتسعى لتحقيقها؛ وتظهر حبها للجميع وتتعامل بكل لين ورفق ودبلوماسية مع من يعتقدون أنه يساعدهم ؛ فهم يسعون في التقرب منه بل ومدحه حتى إذا ما بدأ في إنجاز ما أسند إليه من عمل؛ بدأوا في التقرب إلى من يتعرفون عليه من خلاله بل يزاحمونه في علاقته معهم؛ فإذا ماتم إنجاز العمل صدم في الجميع! حيث أخرج من الإنجاز وتم إهماله ويبدأ في مرحلة الندم على سوء الاختيار وسوء الظن الحسن فى من لا يستحقون. إن أردت النجاح في حياتك وتحقيق طموحاتك لا تكن ذيلا لرجال الأعمال؛ بل كن ندا قوياً مادمت تملك العلم والخبرة والعلاقات؛ فلا تكن سخيا في العطاء معهم؛ فمجرد سخاؤك واحترامك لهم ينظرون إليك نظرة الضيعف المحتاج ! فيبدأون في تطويعك لخدمتهم ظنا منهم أنك تحتاج إلى عطف مادى ومن وجهة نظرهم الحمقاء يكفيك قربك منهم وهذا فخر لك. انتفض واهرب بعقلك وعواطفك إلى تحقيق هدفك بعيدا عنهم ؛وكن أنت سيد نفسك؛ واستعن بمن فى مستواك فهم يحتاجون دعمك ويقدرونك؛ وما دام هناك هدف وإخلاص وخطة لتحقيقه فسوف تصل إليه ومنه إلى القمة التي كنت ترى الأخرين عليها وكانوا يسخرونك ليستمروا عليها. كن أنت نفسك واسع لتحقيق حلمك بعلمك وخبراتك وخبرات الآخرين؛ ولا يعجزك أى شيئ حتى وإن فشلت فاجعل فشلك نقطة انطلاقك لنجاحك. لا تلجأ إلى الاقتراض لتحقيق حلمك ؛فهو حفرة تهوى داخلها ودوامة لاتخرج منها أبدا ؛ولكن اعتمد على مامعك سيزداد مادمت تعرف طريقك. لا تستهن بنفسك ولا تحتقرها ؛فأنت أشرف من كثير ممن يتسلطون على الاقتصاد فمعظمهم قلوبهم ملوثة بجعلهم مكسبهم وثروتهم فوق جثث الجميع فيستخدمون مواد محرمه تحطم الأجساد وتنشر الأمراض أو هم راشون ومرتشون أومحتكرون يتلذذون بتعذيب البسطاء من الناس. ابدأ صغيراً تعرف هدفك وتصر على تحقيقه بمجهودك وعرقك وصدقك وإخلاصك أفضل من أن تكون ذيلا في جسد بائع لوطنه من أجل ثروته. معظم رجال الأعمال يصدرون لنا صورا جميلة عن كفاحهم لتحقيق ثرواتهم وصورا أجمل لما يفعلونه في خدمة أوطانهم ولكن لو فتشنا في دفاترهم لأغلقناها بسرعة خوفاً على أنفسنا مما انبعث منها من فساد!٠ فمعظمهم يدعون عكس مايبطنون! فلا تصدقهم فهم الكاذبين وكن أنت الصادق المحب لنفسه وأهله ووطنه.

زر الذهاب إلى الأعلى