تحقيقاتثقافةصحيفة المواطنمقالات

القابض على وطنه كالقابض على الجمر

بقلم: نهى حمزه

بلادي وان جارت علي عزيزة .. وأهلي وإن ضنوا عليَ كرام

هذا البيت من الشعر قائله هو ” الشريف” : قتاده أبوعزيز بن ادريس بن مطاعن بن عبدالكريم بن موسى بن عيسى بن سليمان بن عبدالله أبى الكرم بنموسى الجون بن عبدالله بن حسن بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنه

ويحضرني أنني منذ طفولتي أسمعه من عامة الناس حتى الأميين منهم ، ينطقونه بطلاقة لدرجة أنني كبرت وأنا أعتقد أنه مثل شعبي رغم فصاحة اللغة التي ينطق بها .

وهذا له دلالات عميقه … فالسلوك التربوي الفطري بداياته ونهاياته الوطن يجد مكانه بداخلنا مع كل ضمه وفصله ونقطة وخط مستقيم ينحني أحيانا فنسير في منحنياته نتعرف عليه في كل حالاته واحتمالاته فيثبت ويتثبت فينا ويستكين . وذاكرة الوطن هي ذاكرة الشعوب ، هي بقاء واحد أوحد لايخرج من الشعور إلا بالدم فلا هو يلفظ من أحبوه واعتنقوه مهبطا ووطنا من أبنائه ولا هو على أبنائه يهون .

هذه الفطرة السليمة التي تربينا عليها وتشربنا معاني سمو كل معنى أن البلاد تظل عزيزة والأهل يظلوا كرام حتي لو أصابهم جور الأيام وترسخت في ذواتنا أن حماية الوطن والحفاظ عليه لو تحول الى جمره فلنقبض عليه ونصل به الى بر الأمان ولا نتركه ينزف ويئن وتتكالب عليه أيادى وعقول الشر من الداخل والخارج أملة في تمزيق الثوب الواحد والعبث بخيوطه.

من ينفخ في الكير ويزداد إستبشارا وإختلاقا لاستياء أوضاع تسلب أمنه وأمانه كي يصبح فريسة سهلة لمن هم متعطشين للاستيلاء عليه وعلى ثرواته متلبثين بأقنعة ورائها ، والمتسترة خلف أثواب الوطنية الزائفه هم بلا وطنية ولا هوية . التصويب على الوطن بلغ مداه ، كل الأعداء تجمعوا وحملوا البنادق وجعلوها بيادق للعقول المتخبطة تدلهم على الخراب تلقي فيه بذرة الانقسام وتغذيه كي يطرد ويتسع … هي حروب خارجيه مدفوعة وفتن ممولة ، زخيه قاتلة … لن نجعلهم يباعدون بيننا وبين وطننا بتغيير أفكارنا كى ينفلت الوطن من بين أيدينا .

إصبر وتجذر فى وطنك وانتصر على ما هو عكس الفطرة السليمة التي تربينا عليها … يلفنا الوطن بسياج الحب والشوق ، هدير قوته يطلقها أبنائه ولا تلفنا خيام نسجت بايدي اللئام … الخداع عندهم من أمضى الأسلحة . يتمنون خرابك يا وطني .. أن تكون شوارعك مهجورة ، وأزقتك مظلمة وليليك حزينة معتمة ، وبيوتك يملؤها الخوف ، وحوانيتك مغلقة يخرج من أبوابها الرزق الى غير رجعة … يتمنون في قلوب أبنائك رجفة خوف من مصير موحكوم بالضياع …. ينتون حيثما يسيرونك تسير لا إرادة ولا سيادة ولا ولادة أمل في وطن أسير … سييؤدون الأمل قبل ميلاده ويقذفونك من فوق جبل .. وأنت أيها المصري الجميل إبن جبل طوى المقدس الذي ليس له في الدنيا مثيل … حيث سار موسى تسير .. .. حيث نادى الرحمن تسير …. حيث تجلى نوره سبحانه تسير هذا أنت وهذه بقاعك التى هى وطنك … إقبض على وطنك وشد قوى نفسك قوي قبضتك عليه. هم يريدون لك العسر والله بسط لنا وطننا نسير فيه بكل يسر ، نحتمي فيه .. نرفع رؤسنا ، نتغنى به …. لن يحملك سرجهم .. سيسقطك الى حيث لا يراك أحد … كن فاعلا قويا عزيزا …..قد مات قوم وما ماتت أفكارهم … وعاش قوم وهم في الناس أموات .

زر الذهاب إلى الأعلى