مقالات

الدنيا ربيع وفساتين الزهور … لم لا أكون في مصر قديمًا

الدنيا ربيع وفساتين الزهور ... لم لا أكون في مصر قديمًا

 

الدنيا ربيع وفساتين الزهور … لم لا أكون في مصر قديمًا

بقلم/ أمنية علاء الدين


سعيدة هي لرؤيتهم، اندمجت حواسها أمام شاشتها لرؤية فاتن حمامة وشويكار، وانفرجت اساريرها ضحكًا لدعابات اسماعيل ياسين بينما تتحول أصابعها تدريجيًا لمربع البحث لرؤية عالمهم بالألوان، حتى اتسعت حدقتا عينيها على زهور فساتين سعاد حسني: أتلك هي مدينتي! سعيدة مبارك، مسائك جميل، حتى اللطف الخفيف المستخدم لمداعبة النساء حتى لا تخدش حياءهن، شوارع مزينة بصفوف الأشجار وتلحين العصافير بينما يجري النيل الأزرق خلف بطلي الفيلم ليكلل حبهم الصافي.

اظلمت شاشتها معلنة حاجتها لشحن بطاريتها بعد أن قامت بخفتها المعهودة مملتئة بطاقة الألوان، نزعت ستائر شرفتها الصغيرة ضاحكة، حتى وقع نظرها على حبها القديم، بعد أن تحول من لون السماء للأزرق الداكن، يتخلله بضع دوائر من الزيت الأسود بينما تحارب ماءهُ مهاجمة الدخان الأسود لسطحها القادم من الجسر المرصوف فوقها، تحرك نظرها لأسفل حتى رأت هذا القطيع من البشر مصطفون في صفين متقابلين، بينما يلهو أطفال الجيران بنكز الجراء، قطعهم صوت شابين على الجانب الآخر ، انفض لأجلهم قطيع البشر وتجمعوا كسرب الطيور حول الشابين معلنين بأصواتهم قرع طبول الحرب، لم تفهم هي لغتهم، دارت عينيها حتى اخترقت دوائر الزيت، طقطقت رأسها لأسفل: لم لا يكون عالمي داخل أغنية (الدنيا رببع)، لم لا أكون كإحدى هؤلاء النساء اللاتي ترتدين فساتين الزهور وتسير في شوارع الحرية دون خزي من ملامسة الشمس لشعرها المموج الخشن، جالسة أمام النيل معلنة تذمرها الأنثوي لتأخر قهوتها والكرواسون، فيأتي مدير المقهى ليطالبها بالصبر بابتسامته اللطيفة مضيفًا كلمة (هانم)، ثم أعود ليلًا لأقرأ كتبي المفضلة وأنام دون قلق لوجود الشاويش عطية، ثم استيقظ في اليوم التالي على أشعة الشمس وتغريد العصافير ونباح الكلاب الصغيرة معلنًا احساسها بالأمان بين بني البشر.

زر الذهاب إلى الأعلى