مقالات

خطواتك لا تستقيم إلا بنية سعيك

خطواتك لا تستقيم إلا بنية سعيك

 

طارق سالم

مشيناها خطى كتبت علينا .. ومن كتبت عليه خطى مشاها

 ومن كانت منيته بأرض .. فليس يموت في أرض سواها

حياتنا ما هي إلا خطوات مشيناها كتبت علينا منذ الصغر وحتى للهرم كل مرحلة عمرية لنا كانت لها خطواتها المكتوبة والمحسوبة وكلنا يسعى لتصبح خطواته أجمل من الأخر في شكلها عند النظر إليها وأجمل من الآخر في رنتها على الأرض حتى تصبح لحن يعجب المارة ويقفون ينتبهون لقدومها ويرددون هذا اللحن وكأنه هو سر السعادة والراحة النفسية عند رؤية هذه الخطوات .

· كل منا له سمات وصفات خطواته ونية سعيها وسيرها بين الناس والمجتمع حتى تصبح علامة من علامة شخصيتها وناسها .

· منا من يمشى بخطوات متواضعة لا تقسوا على أرضها تحمل اللطف والحنان خطوات تدل على صاحبها حتى ولم نكن نراه بقدومه أو بانصرافه كل منا يردد هذه خطوات فلان من كثرة سعيها للخير والتواضع والحب ونعومة سيرها على أرضها لأنه دائما ما تكون خطواته تحمل النيات الصادقة وسعيه ليس له هدف أخر شخصي ولا هدف زائف ولا حتى يريد سماع كلمات مدح ممن حوله لأنه يسعى بخطواته لقضاء حاجات المجتمع يسعى للخير بنياته القلبية التي لا يعلمها إلا الله ومن هنا الكل يبارك خطواته ويفسح لها الطريق ويسوى لها الأرض وتبارك لها السماء.

· ومنا من يسعى بخطواته للفوز بمنصب ما أو الوصول لهدف ما حتى ولم يكن هو أهل له او التهليل والتطبيل لعيلة القوم بالمجتمع أو لمن بيده مقاليد الأمور حتى ينال رضاه فيفوز بما تهوى نفسه وسعت إليه خطواته الخبيثة التي تثير الأتربة عند سيرها وتسمع أصواتها المؤذية بالطرقات والكل عند مشاهدتها يقول يا ساتر هو من هو صاحب هذه الخطوات اللعينة والغير سوية وهى تسعى دائما بالطرقات الغير مستوية .

· ومنا من يسعى بخطواته إلى فعل الخيرات وتسبقه هذه الخطوات وتسوقه إليه وهى فرحة مسرورة وسعيدة ويكون سعيها دائما للصالح العام وخدمة المجتمع طالما هي قادرة على فعله دون رياء أو نفاق أو شكر أو عرفان أو مدح حتى تستقيم الخطوات ويمتلئ القلب والكيان بالنيات الصادقة فتسعد الأنفس وتبارك السماء وتكتبه ممن يسعون بالأرض للإصلاح والإعمار وممن يكتبون بالعرش رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وتصبح من الأنفس التي أختصها الخالق لقضاء حوائج الناس ولا يريد من وراء ذلك غير رضى ربه وطيبة قلبه ولطف خطواته وصدق نياته .

· ومنا من هم يسعون للفساد بالأرض ويريدون أن يتقدموا الصفوف ويريدون أن تصبح خطواتهم فوق رؤوس العباد لأنهم أصحاب نفوذ ما أو أصحاب أموال وينظرون لأنفسهم أنهم هم القادرون والمسيطرون على مقاليد الأمور بالمجتمع مع أنهم من الداخل كالأواني الفارغة تسمع طرقعة أصواتها وضجيجها وفقط وتجتذب إليهم أصحاب الخطوات الهشة الخايبه لكى يهللون ويلحنون من القول ما يقربهم لهم وتمكث خطواتهم بالأرض عند قدومه ودائما ما تراهم يتذيلون الصفوف لأن من يتقدمها هم أصحاب النفوذ الزائف والمال الفاني وتجدهم ينشرون ما يأمل هؤلاء من مواقف وكلمات لا تدل على شئ غير أنه للتفاخر والتكابر وفقط وكثيرا منهم يهرول بخطواته حتى ينال التقرب والتمسح لصاحب هذه الخطوات وكأنه هو أمامهم يقلدون ما يبصرون ويفعلون ما يأمرون حتى وإن لم ترضى عنه خطواتهم ولا صدق نياتهم ليصبحوا معلومون بالمجتمع أنهم قوم تبع لهذا وذاك وهم للأسف يركبهم التعالي والتباهي بين الناس .

· وبالنهاية أتمنى أن نعى خطواتنا جيدا وأن نقدر له سعيها الفطري الرباني الذي كتبه الله لنا ولها وهو السعي للخير والفضيلة ونشر ألحان رناتها بين الناس حتى يصبح شعارهم هو السعي دون رياء ولا نفاق سعى يزهر له النبات ويسعد بصدق النيات .

 

زر الذهاب إلى الأعلى