مقالات

شهداء الوطن لم يموتوا، بل أحياء عند ربهم…!!!

والوطن لا يموت، بل هو بشهدائه الأحياء ... يحيا بهم...!!!

ا.د. محمد سلام
رئيس قسم الادب والنقدبكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بدمنهور
————————————
نقله لكم ناصف ناصف
تموتون شهداء ليحيا هذا، أو تلك، أوهؤلاء…
لا … وإنما:
[ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ]

ولم يُقتَل هذا شهيداً، أو ذلك، أو أولئك فقط…
لا … وإنما:
[ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ
فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ]

• وقاتِلوكم ليسوا الذين قتلوكم فقط…
وقاتِلوكم ليسوا مجرد قتَلة يستحقون القتل….
لا … وإنما:
قاتِلوكم هم كل أهل الإرهاب والحرابة والإفساد الذين يحاربون الله ورسوله، ويسعون في الأرض فساداً…

• ألا وإنما جزاؤهم الحق هو قول الحق حتى لا يأخذ أهل
الحق بهم رحمة:
[ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي
الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم
مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ
وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ]

• لقد قَضَى شهداؤنا نَحْبَهم…
ولم ينقص أحدهم يوماً من عمره…
ولكنهم…
ولكنهم قَضَوا نَحْبَهم من أجل وطنهم…
ولكنهم قضوا نحبهم من أجل دينهم…

• لقد قضوا نحبهم وهم -في سبيل الله- يحرسوننا…
لقد قضوا نحبهم وهم يحرسوننا بعيونهم..
لقد قضوا نحبهم وهم يحموننا بدمائهم..
فهل هناك شيء بعد الدماء…..؟

• لقد قضوا نحبهم لكي نحيا، وننعم مع أولادنا…
لقد قضوا نحبهم ليبقى أولادهم وذووهم بدونهم…
فهل هناك تضحية بعد ذلك…..؟

• أيُّ تقدير للنفس ذلك الذي رأيناه في القرآن آنفاً للنفس التي تعمل ليحيا الناس…؟!
• وأي تقدير للنفس سجله التاريخ بأحرف من النور، لرسولنا
ﷺ، إذ يقوم لا لنفسٍ حيةٍ، بل نفس يهودي ميتة؟!
ولما سُئل ﷺ في ذلك… قال: [ أليست نفساً؟ ].

• وأيُّ جزاء يستحقه كل الإرهابيين بلا استثناء، أو تمييز….؟
ذلك الجزاء الذي قَضَى به الفاروق على كل قَتَلة الطفل،
حتى ولو كانوا أهل صنعاء جميعاً ..

حيث كانت امرأة ب(صنعاء)، غاب عنها زوجها، وترك عندها ابناً له من غيرها .. فاتخذت لنفسها خليلاً (عشيقاً)….

فقالت المرأة له، أي ل(عشيقها):
إن هذا الغلام يفضحنا فاقتله…

– فأبى العشيق أن يقتله.
– ثم أراد ذلك العشيق أن يستمتع بتلك العشيقة….

– لكن العشيقة امتنعت عليه حتى ينفذ ما أمرته به….
– فطاوعها، وقتل الطفل، ولكن….

– ولكنه لم يقم بمفرده بقتل الطفل….
– حيث شاركته، وخادمها وغيرهم….
فقطعوه أعضاء، وألقوا به في بئر….

– ثم ظهر الحادث، وفشا بين الناس….
– فقبض أميرُ اليمن على خليل المرأة (عشيقها) فاعترف، ثم
اعترف الباقون…

– فكتب الأمير إلى عمر بن الخطاب …
– فكتب إليه عمر: أن اقتلهم جميعاً.

– ثم بيَّن عمر قائلاً:
” والله لو تمالأ عليه أهل صنعاء، لقتلتهم به جميعاً “.

• لقد قضى شهداؤنا نحبهم:
دفاعاً عن عقيدتهم ووطنهم..
من أجل..
– الأمن والأمان، ومواجهة العدوان…
– وإحقاق الحق، ومواجهة الفساد، وتحقيق الإصلاح…

•وصحيح أن الشهداء قضوا وتَحرَّقتْ قلوب أمهاتهم وآبائهم.
•وصحيح أن الشهداء قضوا نحبهم، وترمَّلت نساؤهم.
•وصحيح أن الشهداء قضوا نحبهم، وتَيتَّمتْ أولادهم.

• لكن خير عزاء:
– لذويهم، ووالديهم، وأولادهم…
– أن نكون جميعاً لهم..
أفراداً أوفياء، ومجتمعاً متآلفاً، ووطناً كريماً:
خير عوض، وخيرعون، وخير من يحفظ الجميل…

بِسْم الله الرحمن الرحيم
[ ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربِّهم يرزقون• فرحين بما آتاهُمُ اللّه من فضله ويستبشرون بالذين لـم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خـوفٌ عليهم ولا هم يحزنون• يستبشرون بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ وأنَّ اللّه لا يُضيعُ أجـر المؤمنين ]
(صدق الله العظيم)

.

زر الذهاب إلى الأعلى