مقالات

أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ . . فِي الْجَنَّةِ يُرْزَقُون

بقلم/احمد قطب زايد
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” إنَّ مَصِيرَ الشُّهَدَاء الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَى مِنْ الْجَنَّةِ يتنعّمون بِمَا فِيهَا مِنْ النَّعِيمِ ، ولَقَدِ اقْتَضَتْ سُنَّةُ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- أَنْ يَصْطَفِيَ مِنْ عِبَادِهِ مَنْ يَشَاءُ فَيَرْفَعُ دَرَجَاتِهِمْ ، وَيُعْلِي مِنْ شَأْنِهِمْ ، وَيَمُدُّهُمْ بِعَطَايَاهُ ، وَلَا شَكَّ أَنَّ مَقَامَ الشَّهَادَةِ مِنْ أَعْلَى مَقَامَاتِ الِاصْطِفَاءِ وَالِاجْتِبَاءِ الَّتِي يَمْتَنُّ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهَا عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، حَيْثُ يَقُولُ -سُبْحَانَهُ- : { وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا } “النساء 69” . فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ رَسُولِ الله(ﷺ) أنّ أمّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ اُسْتُشْهِد ابْنَهَا فِي يَوْمِ بَدْرٍ ، فَاتَت النبيّ تَقُولُ لَهُ : حدّثني عَنْ حَارِثَةَ ، إنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْت ، وَإِنْ كَانَ فِي النَّارِ بَكَيْت ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : (يا أُمَّ حَارِثَةَ إنَّهَا جِنَانٌ فِي الجَنَّةِ ، وإنَّ ابْنَكِ أصَابَ الفِرْدَوْسَ الأعْلَى) .
قَال رسولُ اللَّه ﷺ : أَن لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سَبْعَ خِصَال : يُغفر لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ ، ويُرى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ ، وَيَأْمَن يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرُ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ الْوَقَار الْيَاقُوتَة مِنْهُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُزَوِّج ثِنْتَيْن وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيَشْفَع فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ ” وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى ” لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ تِسْعٌ خِصَال أَوْ عَشْرَ خِصَال . أَتَقَدَّم لشعب مِصْر الْعَظِيم وقواته الْمُسَلَّحَة وَلِجَمِيع أَسَرّ الشُّهَدَاء بِخَالِص الْعَزَاء . وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ راجعـون و اتمني مِنْ اللَّهِ الشِّفَاء الْعَاجِل للمصابين .يَقُولُ الشّاعِرُ :
يَا شهيـداً أنـت حـيٌّ مَا مَضَى دهرٌ وكانـا ذِكْرُكَ الفـوّاحُ يبقـى مَا حيينـا فـي دِمانـا
أنـت بـدرٌ سـاطـعٌ مَا غابَ يوماً عَن سِمَانًا قَد بذلتَ النفسَ تشري بالـذي بِعـتَ الجنانـا
رَحِمَ اللَّهُ شهداءنا الْأَبْرَار ، شُهَدَاء الوَطَن الأوفياء وَإِن الْعَمَلِيَّات الإرهابية الغادرة لَنْ تَنَالَ مِنْ عَزِيمَةِ وَإصْرَار أَبْنَاءُ هَذَا الوَطَنِ وقواته الْمُسَلَّحَة فِي اسْتِكْمَالِ اِقْتِلاعٌ جذُور الْإِرْهَاب وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فِي أَهْلِ الشَّرِّ وَأَعْوَانُهُم اللَّهُمَّ احْفَظْ مِصْر وشعبها.

زر الذهاب إلى الأعلى