ويفنى العُمر ويَفنى العُمرُ والآمالُ تَحتَضِرُ ويَسكُنُ الحُزنُ قلبًا جَلَّهُ الكَدَرُ راحُوا… فغابَتْ خُطاهُم عن مَجالِسِنا كأنَّهم لم يَكُونوا… ثُمَّ قد عَبَروا يا مَن سَكَنتم ثَرىً يَغتالُ مُقلَتَنا كَيفَ الرُّجوعُ؟ وهل في القَبرِ مُستَقَرُ؟ أبكِي لَكُم دَمعَتي حتّى يَذوبَ دَمي والقَلبُ يَصرُخُ والآهاتُ تَنفَجِرُ أينَ الحنايا التي في الليلِ تُؤنِسُنا؟ أينَ الوجوهُ التي بالوَصلِ تَفتَخِرُ؟ ماتوا… فماتَ بِنَا فَرحٌ عَشِقناهُمُ وباتَ في الصَّدرِ جُرحٌ ما لَهُ أَثَرُ لا المالُ يَنفَعُ إذ يَأتي مُفاجَأَةً يومَ الرَّحيلِ ، ولا في القَبرِ مُعتَذَرُ إنَّ الحَياةَ سَرابٌ لا بَقاءَ لَهُ ويَبقَى الوَفاءُ إذا ما عُدَّ مُدَّكِرُ كم مِن حبيبٍ غَدا رَمسًا نُؤرِّقُهُ في الذِّكرِ نَحيا ومِنهُ الدَّمعُ يَنفَجِرُ يا لَيتَنا كُنتُمُ بَينَ الجُموعِ مَعًا فالعَينُ تبكِي وفَقدُ الروحِ مُنحَسِرُ.. بقلمي.. مستشار محمود السنكري