تحقيقاتتقاريرثقافةعاجلمقالات

وضاعت الهويه ياعرب

كتبت / هويدا عوض احمد

الوضع اصبح مأساوي للغايه وأكاد اجزم أننا في المرحلة النهائيه لضياع الفكر العربي والهويه العربيه الاقطار العربيه والإسلاميه والتفكك الواضح بين هذا الجسد العملاق الذي انقسم انقسامات عدة بقوي متناحرة ونعرات قبائليه وتحزبات واصبح في كل دولة شمالها يكره جنوبها وغربها علي خلاف مع شرقها وحدود شائكة وإقتصاد متدني يعاني كل قطر من الاقطار منفصل عن الآخر .اجزاء من الوطن العربي محتله واجزاء عليها صراعات دوليه واخرى عليها مذابح قبليه وتدخل جيران بعضهم لبعض ليس بالايجاب وإنما بالسلب بالنهب بالإحتلال وكل يمضي لحال سبيلة فقلما يفزع طرف لأنقاذ طرف او يهم بالوقوف بجانب الآخر واصبح الجميع يشاهد بعضه بعضا كأنه فيلم سينما في التلفاز وينتهي العرض .وعلي الصحف هؤلاء يسبوا هؤلاء وأولئك يشمتوا بأولئك واصبحت الميديا والتعليق علي صفحات الجرائد مقياس واضح وصريح لنهايه النخوة العربيه ٱلا ما رحم ربي.ووصل الأمر ان الشعوب تعاير بعضها باقبح ما ظهر منهم من فنانين وافلام وتتصيد السواد لتبروزه خيانه العروبه وخيانه التاريخ اصبح لعبه كبيرة علي العيان فلا قيم تحكم ولا فضيله ترفض ولا اي مقاييس غير المصلحة فكل دولة او دويله او قطر من الاقطار كل هدفه ان يظهر نفسه هو الأعلم هو الافهم هو الأوعي ونرى التشدق بالقومية العربيه علي سبيل الدعابة علي محمل الجد .لا احلاف عسكريه ذات قيمة علي ارض الواقع .ولا تكتلات لها ثقل في المحافل الدوليه ..لا عملة واحده لا إقتصاد موحد وتجارة عالمية تجمع العرب لا علم ومشروع نوووي عربي كبير .لا ترسانه اسلحة بجيش عربي مخيف .لا حتي علوم او علم واحد يجتمع فيه علماء الامة والنابهين ..هكذا اصبحنا كل بالكاد يفكر لنفسه ولا يهمه تردي الاوضاع في الدول المجاوره مع العلم ان الفقر والجهل والمرض والاطماع الدولة تستشرى كأگبر عدوي وتبيد وتنهي الدول بالتسلسل وبالتتالي تبدا بالاضعف ثم تنتقل الي اخرى حتي تلتهم الجميع عاجلا أم آجلا .شباب العرب في حاله تفسخ كامل فهو إما مشغول بشهواته ونزواته إن كان ثريا او مشغول بجمع الفتات من الحياة إن كان فقير الكل يعمل منفردا حسب رؤيته وحسب ما يأتي به الحظ امام عينه لا منظومة ولا وجهه كبيرة ولا خطه محكمه أن يكون ترس كبير في آلة المستقبل .الدول التي حققت نجاحا مذهلا كالصين جعلت الجميع تحت مظلة مشروع واحد هو التكنولوجيا وتجارتها حول العالم فاصبحت تناطح امريكا وروسيا وانجلترا وفرنسا في التجارة وتبيع لهم البرامج والهواتف واللابات وكل ماهو إلكتروني .ألصين بتعدادها الرهيب كل مواردها العقل البشرى الموجه .وفي خضم كل تلك النهضه الفكريه والصناعيه والفكريه حافظت علي هويتها الفكريه وتراثها فقط لأنهم بخضعوا لمنظومة عقليه رهيبه.أتحسر علي أمتنا العربيه فعلا وعلي شبابنا لم يجدوا من يستغل عقولهم وافكارهم وجهدهم وطاقتهم في مشروع وطني كبير لم اسمع عن اي دولة عربيه تتبني مشروع إقتصادي يشغل مليون واكثر من الشباب في آن واحد لإنتاج سلعه واحده او زراعة ما لتصديرها والتصنيع المقام علي تلك الزرعات .إن لم تفيق الامة من حالة النوم العميق والسبات محلك سر سنصبح غثاءا لا نفع فينا وتأكلنا الامم القويه أكل السباع للصيد الثمين المتراخي ثقيل الحركة اللغير مبالي لشيءإن ضياع الامل والإكتئاب والشرورد في التفاهات لشباب الوطن العربي هو بداية النهايه إن لم تحدث حالة إفاقة وجرس إنزار لحكام شعوبنا واصحاب الامر والنهي فينا .فلابد أن نعمل العقل ..الله امرنا بذلكالآية 179 من سورة الأعراف تبين أن القلب هو محل الوعي والإدراك، والقرآن يؤكد أيضا على حقيقة تتعلق بعقلانية القلب كما في قوله تعالى: )أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ…صدق الله العظيم أفيقوا ياعرب فنحن واولادنا ومستقبل امتنا العربيه واحلام احفادنا في مهب الريح وهويتنا وفكرنا وتاريخنا وتراثنا في خطر بالغ.

زر الذهاب إلى الأعلى