فن

مدينةٌ تقتاتُ الحربُ

بقلم /هنيبعل كرم

مدينةٌ تقتاتُ الحربُ

غيومَه

اغيمةً غيمةً

،والجوعُ، وجعٌ جديدْ…

حمائمُ على جرسٍ أخرسَ

سلاسلُ دمٍ ملعون،

والرنينُ: هيهات منّا الحديدْ!

أطفالٌ نحن، وسخون..

.وقفنا نتفرّجُ على أحلامِنا

حين مرّ السيدُ على الضفةِ

يسألُنا عن الماءْ…

أذكرُ، كانت الأشواق أضلعًا

كسقفٍ بلا جدران

،والزوابعُ حول كوخِنا المسكينِ

صبيةً تهمسُ لحبيبٍ

لعنَ الترابَ وغابْ

:“أنتَ في أنوثتي كلُّ الرّجالِ،

تعالْ!”.

لا نعرفُ من أين جاء الصّمتُ الأبديّ!

صمتٌ في خيوطِ الشّمسِ

في بيوتِ العنكبوت،

صمتٌ في الرّصاص،

في القصاص،

في القرار،

في الفرار،

في رقصِ شاربِ الدمِ فوقَ القبورْ

،في تحايا الشّرفاتِ

في الثّغورْ…

صمتٌ،

وتعلو فينا الجدرانُ

آلهةً للعماءِ والغباءِ والرّثاءْ…

أحاولُ، حين سقطَ إلى يدي جبيني،

أن أرمّمَ الزّوالَ فيه،

أن أمحوَ جسدي الشهيَّ بفكرةِ:

النّهرُ يسيرُ يا هيراقليطس!

النهرُ يسير،

تعلّقْ بحبلِ الماءِ فيه،

أوقدْ دمعَك في الدنيافتيلا..

.أشعلِ الماءَ من جديدْ،

دعِ الطّوفانَ،

آخرَ قبسٍ يُعوّلُ عليه،

وتفرّجْ…

تفرّجْ

كيف تهوي فينا الجدرانُ

من السماءْ…

زر الذهاب إلى الأعلى