تحقيقاتتقاريردنيا ودينصحيفة المواطنعاجلمحافظات

“تجديد الخطاب الديني وأثره على الأحكام الفقهية” رسالة دكتوراه في جامعة الأزهر

متابعه – ناصف ناصف

نوقشت يوم السبت 17 ربيع الأول 1443ه الموافق 23/10/2021م في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية- جامعة الأزهر الشريف رسالة دكتوراه في الفقه المقارن بعنوان: (تجديد الخطاب الديني وأثره على الأحكام الفقهية)، للباحثة الدكتورة/ هناء رمضان محمد إسماعيل حمادة (المدرس المساعد بقسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية)، وحصلت على تقدير “مرتبة الشرف الأولى”. وقد أثنت اللجنة العلمية ثناء كبيرا على الباحثة والموضوع وطريقة معالجته، وتكونت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة: أ.د/ بديعة علي أحمد الطملاوي أستاذ الفقه المقارن، والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية، وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين (مشرفا أصيلا). أ.د/ وفاء حسني بكر أستاذ الفقه المقارن المساعد المتفرغ في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية (مشرفا مشاركا). أ.د/ الليثي حمدي خليل الليثي أستاذ الفقه المقارن المتفرغ في كلية الشريعة والقانون بأسيوط، وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين (مناقشا). أ.د/ جمال عبد الوهاب الهلفي أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق (مناقشا). تحدثت الباحثة في التمهيد عن تجديد الخطاب الديني من حيث تعريفُ التجديد، والمراد بتجديد الخطاب الديني، والفرق بين التجديد والتغريب والابتداع، ومشروعية التجديد، كما تحدثت عن ضرورة تجديد الخطاب الديني في العصر الحاضر، وعن دور الأزهر الشريف في تحقيق تجديد الخطاب الديني. وتناولت في الباب الأول: “مظاهر مرونة الشريعة الإسلامية وضوابط تجديد الخطاب الدين”، وبينت فيه أهم المظاهر التي جعلت الشريعة الإسلامية رحبة متجددة صالحة لكل زمان ومكان، ومن أهم هذه المظاهر: التيسير ورفع الحرج والقياس والاجتهاد الفردي والجماعي والعرف والمصالح المرسلة والأحكام الشرعية من حيث التعبدُ والمعقولية. وتحدثت كذلك عن ضوابط تجديد الخطاب الديني من حيث الشروط اللازم توافرها في المجدد، وعن ضرورة تمييز المجدد بين الثابت والمتغير من الأحكام، وعن أهمية التراث الفقهي، وضرورة الانتقاء منه بما يلائم الواقع، ثم بينت أهمية مراعاة المجدد لمقاصد الشريعة الإسلامية وغاياتها من التشريع، ومراعاته لأحوال المكلفين كذلك، وعن ضرورة التوسط في استخدام العقل. وفي الباب الثاني تناولت الباحثة “أثر التجديد في الفروع الفقهية”، فتحدثت في الفصل الأول عن تمكين المرأة في التشريع الإسلامي وعن بعض المسائل المتعلقة بهذا التمكين، وعن الشبهات التي تثار بدعوى التمكين للمرأة في العصر الحديث. وفي الفصل الثاني تحدثت عن حقوق المواطنة، وعن البعد الإنساني للإسلام في التعامل مع المخالفين في العقيدة. ثم تحدثت في الفصل الثالث عن تفاعل الشريعة الإسلامية مع التقدم الطبي والقضايا الطبية المعاصرة. وفي الفصل الأخير تحدثت عن تفاعل الشريعة الإسلامية مع النوازل، حيث بينت فيه أهم الأحكام الخاصة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). وقد خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج، من أهمها: – التجديد لا يعني الإتيان بدين جديد، ولا تبديل أو تغيير لما شرعه الله تعالى، بل يعني إحياء تعاليم الدين، وإعادته إلى ما كان عليه بإظهار وسطيته السمحة، ومواكبته لكل زمان ومكان، وتنزيله على المستجدات والنوازل. – أن تجديد الخطاب الديني هو تجديد لغة الخطاب ومحتواه، بما يناسب العصر الحديث، في إطار الأصول والضوابط الشرعية، ومراعاة الثوابت والمتغيرات باستخدام كافة الوسائل الحديثة. – أن التجديد يختلف تماماً عن التغريب والابتداع، فالتغريب يرمي إلى صبْغ الثقافة الإسلامية بصبغة غربية، وإخراجها عن طابعها الإسلامي الخالص، وهذا يختلف تماماً عن التجديد الذي يهدف إلى إعادة إحياء الدين وبعثه في النفوس، كما أن التجديد يحارب الابتداع، ويعود بالدين إلى عهد النبوة. – أن الشريعة الإسلامية متجددة رحبة مرنة بطبيعتها؛ صالحة لكل زمان ومكان، بما اختصها الله به من اليسر ورفع الحرج، وإن اتهمت مرحلةٌ في تاريخ الأمة بالجمود فهو ناتج عن ضعف الخطاب الديني فيها، وعدم أخذ العلماء بأدوات التجديد التي أرستها قواعد الشريعة. كل التوفيق للباحثة، ولجامعة الأزهر الشريف على ما تقدم من جهود علمية مخلصة في خدمة الدين الإسلامي الحنيف، وريادتها في التعامل مع الواقع ومستحدثاته.

زر الذهاب إلى الأعلى