تحقيقاتتقاريرثقافةعاجلفنمقالاتمناسبات

سيناء حيث التقت الأرض بالسماء

بقلم : نبيل شكر

يعد نصر أكتوبر العظيم من أعظم انتصارات الأمة العربية فى تاريخها الحديث،حيث جسد أصالة شعب مصر،وقواته المسلحه وعظمة ولائهم للوطن.فقد أعاد أبناء مصر أمام أعين الجميع تشكيل خريطة القوى فى العالم،واصبح الانتصار نفطة تحول كبرى فى التاريخ الحديث.فالجيش المصرى من اقدم الجيوش النظامية بدأ أول حروبه من أجل توحيد مصر على يد الملك مينا عام ٣٢٠٠ ق.م وعلى مدى هذه القرون خاض العديد من الحروب والمعارك الكبرى،ومع الإحتفال بالذكرى ٤٦ لنصر اكتوبر المجيد نتذكر بطولات القوات المسلحة مصنع الرجال،ودرع الأمة الواقى،سيف مصر القاطع الذى يبتر يد كل من تسول له نفسه محاولة العبث بأمن واستقرار الوطن.فتاريخ الجيش المصري لا يخفى على أحد،والمعارك التى خاضها من أجل الدفاع عن أمته،سطرت بحروف من نور فى كتب التاريخ العسكري على مر العصور.. إن عملية العبور أصبحت مرجعا أساسيا لكل الجيوش العالميه الحديثة،فانها كانت معجزه عسكريه مكتملة الأركان،ولان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة كان لزاما توفير سلاح متطور حديث مع تنظيم وتدريب القوات بشكل جيد ومتواصل من أجل تحرير الأرض.كانت حرب أكتوبر معركة اسلحة مشتركة،قدمت مقطوعة متناغمة،وابتكرت تكتيكات غيرت الكثير من المفاهيم العسكرية حيث استطاع سلاح المهندسين أن يلفت انتباه العالم بمعجزة العبور التى شملت فتح الثغرات فى الساتر الترابي بطريقة شديدة البساطة .وبناء الكبارى وعبور الدبابات والأسلحة الثقيلة…فى السادس من اكتوبر سقطت إسرائيل من أعلى برج السكينة والاطمئنان الذى كانت قد شيدته لنفسها، فقد افاقوا من حلم طويل وجميل لكى يروا قائمة طويلة من الأمور المفجعة والمسلم بها،والمبادىء والأوهام والحقائق غير المتنازع عليها التى آمنوا بها لسنوات طويله..لعل اهم نتيجة استراتيجية للحرب هى تنفيذ الهدف الأساسى للرئيس الراحل السادات وهى إنهاء حالة اللاحرب واللاسلم فى الشرق الأوسط،وانتهت الحرب بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك فى يناير ١٩٧٤ حيث وافقت إسرائيل على اعادة القنيطره لسوريا والضفة الشرقية لقناة السويس لمصرنا الحبيبة مقابل ابعاد القوات المصريه والسورية،و تأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية… وتم استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس وجميع الأراضى فى شبه جزيرة سيناء،واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية،ومهد كل ذلك لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل فى عام ٧٨ وتم استرداد طابا عن طريق التحكيم الدولى فى ١٩ مارس ١٩٨٩ …كانت حرب أكتوبر حربا بين جيشين،اما الحروب الآن فتأخذ شكلا آخر يهدف القضاء على الدول من خلال الإرهاب،ولمواجهة هذا الخطر أصدر الرئيس السيسى قرارا بتشكيل المجلس القومى لمكافحة الإرهاب فى يوليو ٢٠١٧ ،كما وجه السيد الرئيس السيسى بتجديد الخطاب الديني،وعلى الصعيد الدولي ترأست مصر اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإجماع الدول الأعضاء.فقد قامت قواتنا المسلحة بتطهير سيناء الحبيبة من دنس الإرهاب،وعلى سبيل المثال العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨ ليست فقط لتطهير البلاد من دنس الإرهاب الأسود ولكنها رسالة للجميع أن لمصر جيشا يحميها ويدافع عنها ولديه القدره والجاهزيه والاحترافيه فى تنفيذ المهام ويستطيع أن يجابه بشجاعه وكفاءة أى تهديدات من خلال سيمفونية تعاون بين جميع الأسلحة….. فمصرنا الحبيبة ماضية فى مشروعها الذى يستهدف الأمن والأمان والخير والرخاء للمصريين،وتحقيق تطلعاتهم فى وطن عظيم . هكذا سيظل نصر أكتوبر ورجال القوات المسلحة مبعث اعتزاز وفخر وستظل ذكريات بطولات النصر تتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل،توضح وتظهر عبقرية وشجاعة المقاتل المصرى الذى لقن الاسرائليين درسا لم ينسوه فى فنون القتال والتخطيط والخداع الاستراتيجى.فتحيه لكل شهداء مصر الأبرار من رجال القوات المسلحة الذين ضحوا بارواحهم الطاهرة ودمائهم الذكية فداءا لمصر وحفاظا على أمن أراضيها واستقرار وسلامة شعبها.

زر الذهاب إلى الأعلى