عاجل

الصيام جنة وفيه التقوى بقلم دكتوره شمس راغب عثمان

الصيام جنة وفيه التقوى بقلم دكتوره شمس راغب عثمان

متابعة ناصف ناصف

• الحمد لله الذي فاوت بين عباده في العقول والهمم والإرادات

ورفع بعضهم فوق بعض بالإيمان والعلم ولوازمهما درجات ، سبحانه وتعالى لا شريك له في الذات ولا سمي له في الأسماء

 ولا مثيل له في الصفات ، وصلاة وسلاما على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد:

• علينا جميعا أن نتقي الله تعالى ، فتقوى الله تعالى وقاية من

الشر والعذاب ، وسبب موصل للخير والثواب ، فقد بين الله لنا

مراتب الخير وثوابه ، وحضنا على ذلك وبين لنا طرقه وأسبابه ،

فقال تعالى : ” وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ” إلى قوله: ” ونعم

أجر العاملين ” آل عمران : ١٣٣ –

• فوصف المتقين بالقيام بحقوقه وحقوق عباده وبالتوبة والاستغفار ونفى عنهم الإصرار عليها ، قال معاذ بن جبل رضي

الله عنه : يا رسول الله ! أخبرني بعمل يدخلني الجنة وينجيني

من النار . قال – صلى الله عليه وسلم – : ” لقد سألت عن عظيم

وإنه ليسير على من يسره الله عليه ، تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت “

صحيح البخاري .

• أي فمن قام بهذه الشرائع الخمس حق القيام ، استحق النجاة

من النار ودخول الجنة ، ثم لما رآه شديد الرغبة في الخير وضح

 له وللأمة الأسباب التي توصل إلى خيري الدنيا والآخرة ، والأبواب التي تفضي إلى النعم الباطنة والظاهرة ، فقال : ” ألا

أدلك على أبواب الخير ؟ ” الصوم جنة ” أي وقاية في الدنيا

من الذنوب ، ووقاية في الآخرة من كل الكروب ، ” والصوم جنة”

أي : ستر وحفظ لصاحبه من الشهوات في الدنيا ومن النار في

الآخرة ، والمراد به هنا : صيام التطوع ؛ لأنه ذكر صيام رمضان

قبل ذلك في الأعمال التي توجب دخول الجنة .

• ” والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل ” ثم تلا قوله تعالى : ” تتجافى جنوبهم

  عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون .

فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا

يعملون ” السجدة : مكية ١٥ – ١٧ .

• ثم قال : ” ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ “

رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في

سبيل الله ” ، ثم قال : ” ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ ” قلت

: ” بلى يارسول الله فأخذ بلسان نفسه وقال : ” كف عليك

هذا ” ، قلت يارسول الله : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟

قال : ” ثكلتك أمك يامعاذ ، وهل يكب الناس على وجوههم

في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟

• فمن ملك لسانه فاشغله بما يقربه إلى الله من علم وقراءة

وذكر ودعاء واستغفار ، وحبسه عن الكلام المحرم من غيبة ونميمة وكذب وشتم وكل ما يغضب الله ، فقد ملك أمره كله

واستقام على الصراط المستقيم ، ومن أطلق لسانه فيما يضره

استحق العذاب الأليم .

• فتأملوا حفظكم الله ما أسهل هذه الشرائع وأيسرها ، وما أعظم

ثوابها عند الله وأكملها ، فلنجاهد نفوسنا على تحقيقها وإكمالها

ونسأل الله تعالى على أن يعيننا على أقوالها وأفعالها .

زر الذهاب إلى الأعلى