صحيفة المواطنعاجلمقالات

مَعْذَرة رصيدك قد نفذ

بقلم : فهيم سيداروس

الأقارب والإخوات والأصدقاء قد يأتي وقت ويتم قطع العلاقة بينهم فجأة فما هو السبب؟حتى وصلت لحقيقة أن في كل العلاقات هناك شئ إسمه ..رصيد..فعلاقاتنا بالناس في الغالب مرهونة برصيد يتحدد حسب مَعزّة هذا الشخص..وكل ما كان هناك تعامل راقي ومحترم فإنه يزيد من الرصيد..والعكس صحيح كل ما كان التعامل سيء وغير لائق ينقص الرصيد وينخفض..ومع إحساس البعض بحبنا وتقديرنا واحترامنا لهم تجدهم يتمادون بالتصرفات غير اللائقة ولا يعلمون أنهم يسحبون من رصيدهم بالعشم والمحبة التي لهم عندنا.. ويعتقدون أن رصيد التسامح الذي لهم عندنا ممتد بلا نهاية.. وطبعاً العلاقة تستمر حتى ينتهي الرصيد ويصبح صفراً ونفقد القدرة على التحمل والاستمرار..لكن ربما هناك حالات استثنائية نقرر إعادة شحن الرصيد ونضطر ان نغفر لهم أخطاءهم يقوم أحدهما بآعادة الشحن ويتحمل الآخر بسبب الأبناء.. وكحال الأخوة والأقارب بسبب صلة الرحم .. وكحال الأصدقاء بسبب العشرة.. فإذا عاد الشخص مرة ثانية وبدأ الطرف الآخر في التمادي فسيسحب رصيده مرة ثانية ..وهنا نكون فقدنا قدرتنا على التحمل ..بعدها قد يتم قرار قطع العلاقة نهائيا ويتم اتخاذه بكل ثقة وبدون تراجع ودون ندم ..وتبقى العلاقات طفيفة مع من أوجب الله صلتهم فقط ..فحافظوا على علاقاتكم ولا تعتقدوا أن المدة الزمنية أو طول العلاقة أسباب كافية لإستمرارها..زيدوا رصيدكم بالمودة والرحمة والإحساس وحسن الخلق والبذل والعطاء والإحترام ..كلما كثرت تجاربنا في الحياة.. صغرت دائرة علاقتنا مع من حولنا..ليس تكبراً ولكن لأن التجارب تمنح الإنسان معاييرا أكثر دقة لإنتقاء الأشخاص وكيفية التعامل معهم.

زر الذهاب إلى الأعلى