مقالات

تصنيع الإرهابى والجهاد الاليكترونى

بقلم : اشرف فوزى

صناعة الارهاب تنمو تحت مظلة عالمية من الظلم و انتشار للفقر و الامية والاستبداد فتلك ظروف “مخبرية” ملائمة لصناعة الارهابي… فمن هو “الارهابي المفترض” و ماهي مراحل انضاجه.لاشك أن المستهدف الشاب المفقر والمهمش الذى فاقت أحلامه واقعه دائم التذمر أو المحبط و اليائس.وايضا المراهق الباحث عن التماهي مع “الأبطال”.هناك مراحل لتصنيع الإرهابى من خلال ادوات لتغذية المستهدف بحقن من الحقد و الكراهية الطائفية و الدينية و ايهامه بأنه ضمن “شعب الله المختار” و تمييزه عن غيره باللباس و الشكل المختلف و أن الآخرين لا يستحقون الا التحقير و جزاؤهم غضب الله و الخلود فى الجحيم. محو كل ميل للفنون و الآداب استنادا لفتاوى تميز “الطائفة المنصورة” فالمنتمي للطائفة يجب أن ينفر من الفن والموسقى و الشعر لضمان قسوة الفؤاد و موت الاحساس… فالقتل و الانتحار موجب لقسوة القلب. تغييب العقل و جعله فقط وعاء “للعلم الشرعي” و تدريبه على السمع و الطاعة بمنطق لا تناقش و لا تجادل.التركيز على نشر مرئيات لمذابح و مآسي المسلمين مع التركيز على تواطؤ الحكام و كل “المذاهب و الفرق” عدى “الطائفة المنصورة”… و فى خضم هاته الدماء المسكوبة و حين يصل الحنق و الحزن مداه لدى “الشخص المستهدف” يتم اظهار رموز الطائفة دون سواهم كملائكة مخلصين. استهداف المراهق بمرئيات و أناشيد يرى فيها تحقيقا لصورة البطل المفقود الذى يتحدى الامبراطوريات و الحكام و الدول و الجيوش العرمرم….أنه في ظل ظهور وتطور “الثورة الرقمية” التي يشهدها العالم الآن، وتسخير الحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية “الفضاء الرقمي” لأغراضها الدعائية، من نشر لثقافتها وأفكارها الشاذة والمتطرفة، ومن شن حرب نفسية على الخصوم، ومن ضخ دماء جديدة لصفوفها، برز مصطلح “الجهاد الرقمي” بسبب استغلال تلك الحركات والجماعات للفضاء الرقمي، ليُصبح – بلا منازع – أداة فاعلة وعاملًا محوريًّا في “الغزو الثقافي”، الذي كان يعتمد قديمًا على الفضائيات ووسائل الإعلام التقليدية، والتي كانت تُستخدم أداةً رئيسة في عملية الاستغلال الثقافي. أن المُتأمل في الأدوات التي تستخدمها الحركات والجماعات المتطرفة الآن في حربها، نجد أنها تُولى “الكاميرا وأجهزة الحاسوب والهواتف الذكية والشبكة العنكبوتية” أهمية كبيرة لا تقل عن اهتمامها بالأسلحة والمتفجرات التي تستخدمها في تنفيذ عملياتها الإرهابية، وهو ما يُطلق عليه إستراتيجية “الكاميرا في خدمة الكلاشينكوف”.أن “الكاميرا مع الكلاشينكوف مع الشبكة العنكبوتية”، يُساهم هذا المثلث بشكلٍ كبيرٍ في بسط نفوذ الحركات والجماعات المتطرفة، من خلال الحرب النفسية التي تشنها من خلال نشر أفكارها المسمومة وخطابها المتطرف الموجه، ومشاهد العنف التي تظهر في دعايتها، لتصبح تلك الأدوات الأكثر ترويجًا للعنف والكراهية والتطرّف، لتجعل “الجهاد الرقمي” يتصدر المشهد الإلكتروني.أنه عندما نُحصى منصات “الجهاد الرقمي”، نجد أنه من الصعوبة بمكان تحديد عددها بدقة، حيث إن مصطلحَيِ “الإرهاب” و”التطرف” يعتبران مصطلحان مطاطيان، بسبب تنوع الأشكال والأساليب، واختلاف نظرة المجتمع الدولي وتباينها حولهما، فنجد ما تراه بعض المجتمعات إرهابًا أو تطرفًا، يراه الآخرون عملًا مشروعًا، والعكس وعلى الرغم من الطبيعة التقنية للجهاد الإلكتروني،أبرز الشخصيات في ساحة المعركة الجهادية الرقمية أنور العولقي، المشهور بنشاطه على ساحات الفضاء الإلكتروني والمعروف باسم “بن لادن الإنترنت”، وأبو سياف الذي يعتبر العقل المدبر الذي يدير قاعدة بيانات المنتمين إلى تنظيم داعش، وكذلك جنيد حسين، الموصوف بكونه أول أمير إلكتروني في ظل الخلافة المزعومة.لقد استغل تنظيما القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية” داعش، في السنوات الأخيرة قدراتهما السيبرانية من منطلق إدراكهما لأهمية دور المعركة على ساحة الفضاء الإلكتروني في خدمة عملياتهما الدعائية، وكذلك دورها كأداة لوجستية في دعم هجماتهما ضد أعدائهما حول العالم.ومن منطلق إدراك أهمية الآلة الدعائية، تمتلك داعش الكثير من الأذرع الإعلامية، لكل منها أهدافه وهياكله التنظيمية الخاصة به، ولدى كل ولاية قناة إعلامية رسمية، تحمل اسم الولاية وتقدم بيانات رسمية.لقد استغل تنظيما القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية” داعش، في السنوات الأخيرة قدراتهما السيبرانية من منطلق إدراكهما لأهمية دور المعركة على ساحة الفضاء الإلكتروني في خدمة عملياتهما الدعائية، وكذلك دورها كأداة لوجستية في دعم هجماتهما ضد أعدائهما حول العالم.ومن منطلق إدراك أهمية الآلة الدعائية، تمتلك داعش الكثير من الأذرع الإعلامية، لكل منها أهدافه وهياكله التنظيمية الخاصة به، ولدى كل ولاية قناة إعلامية رسمية، تحمل اسم الولاية وتقدم بيانات رسمية مشتركة وتقارير وصورًا ومقاطع فيديو.من جانب آخر تم تأسيس المنصة الإعلامية المعروفة بـ”مركز الحياة للإعلام” بغرض التواصل مع الناس الذين لا يتحدثون اللغة العربية، وتشتهر بإنتاج الأفلام، مثل فيلم “لهيب الحرب”.هناك سؤال أساسي هل ستكون جهود الباحثين، وأجهزة الأمن، وكبرى شركات التكنولوجيا، لوقف انتشار رسائل الكراهية الجهادية عبر مواقع وساحات المنصات الإلكترونية كافية في تحقيق الهدف المشترك وهو وقف انتشار الرسائل الجهادية، أم أن الأمر يتعدى مجرد تدمير مثل هذه المواقع؟ فعلى سبيل المثال، وعلى الرغم من الجهود المكثفة من جانب شركات التكنولوجيا الكبرى لإغلاق الحسابات التي تنشر رسائل الكراهية، دائمًا ما يتمكن الجهاديون والمنتمون إلى الفكر الداعشي من إيجاد مساحات جديدة أخرى، أفضل من ناحية التخفي، وأكثر صعوبة من ناحية التعقب اللازم للمحللين المنخرطين في دراسة هذه الظاهرة. ربما حان الوقت لتطوير وسائل أخرى مضادة أكثر فعالية

زر الذهاب إلى الأعلى