مقالات

الصدمة وكيمياء المخ

 

كتبت /هويدا عوض احمد
أنا لست طبيب بشرى او نفسي ولكن بحكم تجاربي العمريه وبحكم مشاهداتي النفسيه لما نمر به جميعا ولما يمر بمراحل التاريخ البشرى والتغيير الحاصل في المجتمعات من تأثيرات البشر بعضهم علي بعض تعرضت لذلك بالسرد والايضاح والتفسير والتحليل بشكل يستشف من رواياتي وكتبي واشعارى وما أنثره من كلمات هنا وهناك ككاتب ومحلل لكل ما يغير النفس ويعتم الروح ويخدش القلب ويجعله ينزف ببطيء وتسمم جراحة ويعتل الفؤاد وتذبح المشاعر علي ضريح الحقيقه .
تلك المشرده الجميله او غيرها ممن يقطنون الشوارع او مرغميين علي المكوث في دور الاحداث او الملاجأ او حتي من فقدوا جزء من عقولهم واصبحت المصحات النفسيه هي جدران وعيهم الذي آكله ذئب ما في حياتهم ..
قلوبنا ليست سواء وأرواحنا ليست نسخه واحده وشعورنا وردود أفعالنا تجاه الاحداث الجسام أو حتي البسيطه ليست واحده .
وإنما الثابت لدي الجميع أن هناك صدمة مررت بها في حياتك إما تذهب روحك فتموت وهو اكثر من ارتاح أو تفقدك عقلك تماما او تفقد جزء من عقلك او تفقد اتزانك النفسي وهو الاقل ضررا بالعموم
إذا مخ الانسان يترجم الصدمة من خلال نوع الصدمه شددتها مكان الضرب
قدرتك العقليه والروحية والنفسيه لتحمل الألم النفسي تأتي في المقدمه ثم البيئه المحيطه التي قد تنقذك لتقليل الضرر او تزيد الامر سواءا وتكمل علي ما بقي منك فعلا
البنت التي تتعرض للإغتصاب صغيرة أو حتي كبيرة ولكن الصغيرة تضمر روحها فعليا وتصبح غير قابلة للنمو الفكرى والعقلي
عادة لا يستطيع تقبل المخ الاحداث فترفض الحياة ثم تتعرض لانفصال أبويها فيعتقدون ان الطعام والشراب هم جل ما تحتاجة فيساهمون بطريقه عمليه في تغييير كيماء العقل وإنهيار الروح
وكذلك الولد الصغير الذي يتعرض للإغتصاب يحدث بعقله أيضا نفس نوع الخلل وربما يصبح مستقبلا أما مشردا ليكمل مشوار المغتصبين او يكون مجرم محترف
السيدة التي تفقد زوجها فجأة وهي شديدة الارتباط به تتعرض للصدمه وكذلك الزوج الذي لا يستطيع أن يعيش دون زوجته
وحتي من يعيشون علاقات عاطفيه شديدة الخصوصيه ويتعلقون تعلق مرض ويبنون في عقولهم احلاما وآمالا غير منطقيه عندما يتخلي عنهم الطرف الاخر بشكل فجائي وصادم لأي سبب كان قد تحدث لهم أيضا صدمة تغير كيمياء المخ وقد لا يستطيعون ان يعيشوا حياة سويه مع اخرين بسبب تلك الصدمة
تعرضك للسرقه من اقرب الناس لقلبك زوج حبيب اخ صديق وجحوده وكشف النقاب عن غل في داخله وانه نصاب محترف قد يغير كيمياء مخك وقد يحدث اضطراب في شخصيتك لا تعود منه ابدا ولا تثق حتي في ذاتك ويصبح لديك هواجس وشكوك طوال الوقت أن اي جديد في حياتك سيصبح كذاك الدون الندل الذي صفعك .
خيانة غير متوقعه من زوج او حبيب من الجنسين وانت غارق في سبات عميق أنك الاول والأخير يحدث لك صدمة قد تجعلك وحيدا طول عمرك او قد تنتقم حد القتل او تنتقم من اي علاقة تمر بها لاحقا .
وهكذا حدث ولا حرج من انواع الصدمات وشدتها وقسوتها قد تمر علي بشر كزلزال بسيط 3 رختر ونفس الصدمة تقع علي آخر انها 8رختر ..
ترى ما السبب ..
أنه قدرة كيمياء المخ علي الصمود .فقد تنهار من اول صدمه وقد تنهار بعد الصدمة المليون بمرور العمر تفقد التحمل وتفقد القدرة علي إستيعاب لماذا انت طوال العمر تمر بالصدمات
وهناك آخرون كلما مروا بصدمات تزيدهم قوة واتزان وصلابه وخبرة للحياة فلا موت ولا فقد ولا خيانه ولا اغتصاب ولا شيء يفقدهم أهليتهم وتلكم فئه تجتاز الحياة بقلب جسور .
لديهم من الرضي والتسليم والهدوء النفسي والروحي ولديهم علاقات بالله العظيم قويه
ويعرفون تمام المعرفه ان هناك ربا لهذا الكون يقتص للجميع ان لم يعرفوا ينالوا حقوقهم منهم
يسعون بأمل ويقين ان الله تعالي يرى

وهناك آخرون كأمثال تلك الفئه ولكنهم الفئه القاتلة نعم هم أناس في الارض شديدي البرود والنرجسيه واذلال البشر يغتصبوا يسرقوا يزنون يرتشون يدوسوا علي الاجساد والارواح دون اي ضمير ولا وجود لله ولا عقابه ولا رادع لهم فهم أبناء الشيطان واخوته وأولياءه وهم من يتفنون في فعل الصدمات لكل من عثر حظه وكان في طريقهم ..
الشاهد فيما سبق ..ان نكون رحماء ببعضنا البعض فلسنا جميعا سواء
فإن كنت أب او ام تفهم كل ابنائك كل علي حدا فكل قلب منهم عقل وروح مختلفه
وإن كنت اخ او صديق فتفهم الإختلاف بين كل من يحيط بك وتعلم من الحياة أنك دون أدني وعي او أدراك قد تكون قاتل بصدمتك لأحدهم فانظر ماذا تفعل وماذا تقول ولمن وردود افعال الآخر ورضي الله عن فعلتك لأن هناك جرائم شنيعه لا يعاقب عليها القانون
وإنما الله القدير ينتقم أشد إنتقام منك ومن كل عزيز لديك ومن توفيقك ومن اموالك ومن اتزانك النفسي عاجلا أم آجلا إذا كنت سبب في الصدمة لشخص ما في هذه الحياة
الضغط والسكر والسرطان والجلطه في اي مكان بالجسم والشلل والإكتئاب والجنون واخيرا التشرد والضياع كانوا بالاساس نتاج تراكم لصدمات متتاليه او لصدمة واحدة من شخص كنا نحبة حد العشق يوما .
إنتبهوا لأنفسكم فالحياة دروس ونستطيع ان نختار ونجرب من جديد

زر الذهاب إلى الأعلى