مقالات

عانقوا من تحبون … فالفراق لا محاله

حسرة الفراق

كتبت / سُميّه العقيلي
” البعيد عن العين بعيد عن القلب ” هكذا يقال المثل فى مورثنا الشعبى أما فى واقع الأمر هوليس كذلك البته إن الغائب أياً كانت صفته فهو أول من يمر على البال و أول من تحتاج إليه و تردد فى نفسك قائلاً ” ياه لو كان موجود ” .
الفراق صعب و مؤلم جداً فهو كالمرض الذى يصيب القلب فيأكله شيئاً فشيئاً حتى يقضى عليك فهو نهاية اللقاء بمن نحب سواء كان بالسفر أو الموت أو إنتهاء العلاقه و أياً كان السبب فإن شعور الفراق هو اصعب ما نواجهه فى حياتنا فهو يشبه عين جاريه بعدما أخضر محيطها نضبت و دائماً و ابداً ما يصاحبه شعور بالألم .
عندما يكون من فارقك هو من كان يقاسمك هذا الألم هنا تكون الطامة الكبرى ؛ نحتاجهم , نشعر بضيق يخنق أرواحنا , نهمس فى داخلنا بعمق اشتقنا لهم خشية أن تعلو صوت لهفتنا فتردد فى داخلك ياليت الزمان يعود يوماً و اللقاء يبقى للأبد .
و لكن مهما مضينا سيبقى الموت هو الأنين الأعمق فى كل ألام الفراق فإحساس الألم ستبقى الذكريات قاموسأ تتردد عليه لمسات الوداع و الفراق و لكنه يظل الاحن فعند موت أحدهم لا يكون هناك تجرع مرارة اللقاء و الوقوع فى حيرة كيف التصرف ؟ فالميت تدعو له لكى تلتحق به فى الجنة فيصيبك الله الطمئنينة و السكينة و تصل للميت دعواتك نسائم فتنير قبره و يعلم انه لم ينقطع عمله على وجه الأرض .
لكى تواجه مرارة الفراق يجب أن يكون لديك حائط صد من الذكريات رصيد من المحبه شعور بعدم نقص ما لديك الكثير من العناق لكى لا تقع تحت تأثير ياليتنى فعلت هذا و ذاك . فبغض النظر عن نوع و سبب الفراق فهو أسوأ كابوس يحدث لنا , لذلك يجب عليك التسلح له جيداً .
الفراق يشكل خطراً على صحتنا النفسية لصعوبة وقعه علينا يحدث فجوه فى أعماقنا يحملنا مشاعر مؤلمة لا نعلم كم ستستمر و كم ستستغرق من الوقت لأنه يحدث لك على حين غره .
و لو تتبعنا التاريخ لوجدناه مليئاً بقصص الفراق و ربما وجدت لهؤلاء القصص حلولاً تكمن فى التعافى أو على الأقل مواجهتها و لكن ما يخفف ذلك الألم بالدرجة الأولى هو الصبر حتى و إن بدا لنا فى ظاهر الأمر صعب علينا لكن تكفينا ان ننال شرف المحاولة مع الايمان الكامل بأن الخير فيما أختاره الله لنا و تقبل فكرة الفقد قدر الإمكان و محاولة التأقلم على حياتنا بمعاييرها الجديدة و عدم وجود ذلك الشخص .

زر الذهاب إلى الأعلى