تحقيقاتثقافةسياسةعاجلمقالات

الفساد إرهاب ؟!

كتباحمد المطعنى

أن الحديث عن الفساد لا يخص مجتمع ما أو دولة معينة؛ لأنه أصبح ظاهرة عالمية ذات جذور عميقة أخذت أبعادا واسعة تتداخل فيها عوامل مختلفة يصعب التمييز بينها، وتختلف شموليتها من مجتمع إلى آخر.الفساد في اغلب الأحيان مسألة اجتماعية لا أخلاقية، وسلوك مرفوض لا تبريرات لمشروعيته، يسهم في التخلف والحد من النمو الاقتصادي، ويساعد على خلق أنظمة إدارية غير كفْ وغير منافسة، ويهدد بقاء المؤسسات، ويتطلب مكافحته من قبل الحكومات في جميع المجتمعات الغنية والفقيرة من خلال إخضاع سلوك الفساد إلى مبدأ الرقابة والعقاب.في علم الفساد قال الكاتب – مأمون فنديمنذ بداية التسعينات، ومع التحولات التي بدأت تجتاح الدول النامية وشبه الحديثة، ظهر في دراسات السياسة علم فرعي كامل اسمه «دراسات الفساد المقارن» (comparative corruption)، ويحاول هذا الفرع فهم ظاهرة الفساد في البيئات السياسية والثقافية المختلفة ومقارنتها، كما يحاول أيضاً استخدام المفاهيم السائدة في علم السياسة والاجتماع، لفهم انتشار الفساد واستمراره، وثالثاً تحديد أدوات لقياس الفساد، وطرح تصورات لعلاج الظاهرة التي تنخر في الجسد السياسي والاقتصادي، في كثير من دول العالم الثالث خصوصاً.و كتب مقالاً بعنوان «معاً من أجل فساد أفضل»، عنوان فيه مزيج من الجد والسخرية، وفيه قال: «إن الفساد في العالم العربي هو (إسمنت) الدولة والمجتمع، ليس هو الزيت الذي يلين عجلات الدولة أو الحكومة، هو اللاصق والصمغ الذي يربط الدولة والمجتمع معاً». وقال فيه أيضاً: «بما أننا لن نكون قادرين على اجتثاث الفساد كله حتى لا تنهار دولنا، فالفساد خطر يهدد الدولة العربية الحديثة بالانهيار، وهو أكثر خطورة من الإرهاب. ومن هنا يكون سؤال هذا المقال: أيهما أخطر، الفساد أم الإرهاب؟فلسفة الفساد كتبت – نهلة الجمزاوىلفساد لغة هو هو بطلان الشيء وتلفه ، فسد عكس صلح أي بطل وعندما بحث أرسطو طاليس في (كتابه الكون والفساد) تحدث عن الفساد المادي لمكونان الكون ، وهو معنى غير بعيد عن معنى الفساد كمصطلح متداول ففي أساسه البطلان وعدم الصلاحية …فالفساد اصطلاحا اتخذ مفهوما مضادا لفعل الإئتمان وما يشتمل عليه هذا الفعل من قدرة على التصرف المادي والمعنوي ، والتعريف الأكثر وضوحا هواستخدام السلطة العامة للكسب الخاص وحسب معجم أوكسفورد هو: ” انحراف وتدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة “.أي بمعنى استغلال السلطة من أجل المنفعة الخاصة..ولسنا بمعرض دراسة تحليلية لأسباب الفساد ولكن المثير للتساؤل والجدل : هل نستتسلم لمقولة كيفما تكونوا يولى عليكم ؟ ..السؤال الذي يأخذنا نحو سؤال أكثر دقة :هل الفساد ينطلق من القاعدة الى الرأس ؟ هل القاعدة الفاسدة تفرز رأس هرم فاسد، أم أن القيادة الفاسدة تعمل على خلخلة القاعدة وإضعافها من أجل ترسيخ فسادها وتكريسه كضمانة لبقائها في سدة الحكم ؟إنّ أي منظومة جماعية مؤطرة تحتكم الى مجموعة من النظم والعلاقات ويتدرج فيها الكادر رتبا تصاعدية، هي عرضة للفساد ما لم تتسلح تلك المنظومة بقوانين صارمة تحميها من الإنزلاق والتردي والوقوع في جب الأهواء والمكتسبات الشخصية مما يبلور مفهوم الفساد .( قال الله تعالى ) بسم الله الرحمن الرحيم(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ * فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) صدق الله العلي العظيموقال الله تعالى (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[ صدق الله العلي العظيممما تقدم يتضح لنا بان الفساد في الدين الإسلامي مذموم ويحمل في معانيه كافة الصفات الذميمة واللااخلاقية التي تؤدي إلى تفكيك وتخريب المجتمعات الإسلامية حيث الإضرار بمصالح الأمة والصالح العام، ولذا فان الدين الإسلامي حرم الفساد بكافة أشكاله، ومنه الفساد الإداري شأنه شأن كافة الأديان السماوية الأخرى.تابعونى ..أنواع الفساد وأسبابه والآثار المترتبة عليه.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى