محمود السنكري
خلال وجوده في نيويورك في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، تحدثت رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى قناة CNN الامريكية واضعا النقاط على الحروف بشأن العلاقة بين العراق وأمريكا.
مشيرا الى ان العراق لم يعد بحاجة الى قوات اجنبية اميركية او دولية على اراضيه، وان قواته المسلحة بلغت مستوى جيدا من التطور في التدريب والتسليح بالشكل الذي يؤهلها للدفاع عن البلد،
وهذا تلويح صريح برفض بقاء القوات الامريكية في العراق سواء كانت قوات مدربين وخبراء كما يدعون او قوات مقاتلة.
وهذا التصريح هو إكمال لتصريحات سابقة من السوداني ترفض حتى وجود حلف النيتو على الارض العراقية الا باتفاق وبطلب من العراق،
كما انه كرر القول بأن العراق يريد تعديل الاتفاقية الأمنية مع اميركا بما يحفظ سيادته، وهو تصريح يكمل ما سبقه من تصريحات مماثلة للسوداني،
والمقصود بتعديل الاتفاقية هو ان تتخلى اميركا عن الملف الامني العراقي بشكل كامل من ناحية عدم جلب قوات قتالية الى العراق ومن ناحية استقلال القرار الامني.
والأمريكيون يدركون هذا المعنى، وقد تكون اللغة التي تحدث بها السوداني هي خلاصة للمطالب نفسها التي قدمها في مناسبات سابقة اغلب رؤساء الكتل العراقية واصبحت تشكل محورا مهما في الخطاب الوطني،
هذا الخطاب الذي يتمسك به رئيس الوزراء ويتمسك به قادة الاطار تجاه اميركا، ولا يمكن الخروج بخطاب افضل منه تجاه دولة محتلة لا يوجد سوى خيارين للتعامل معها، اما خيار القتال وهو خيار غير منتج راهنا، او خيار المقاومة السياسية المدروسة المبنية على استثمار الفرصة لاعادة بناء البلاد سياسيا وأمنيا واقتصاديا،
وتلافي حالات الخلل التأريخي في البنية السياسية والأمنية في البلاد، واكتساب عناصر القوة الحقيقية، التي هي اساس السيادة والاستقلال.
