مرأة ومنوعاتمقالات

نصف قلب

بقلم الكاتبة الصحفية والشاعرة / أمال محمود

من منا مكتمل قلبه معظمنا يعيش بنصف قلب. بيننا كثيرا قلوبهم انكسرت وأتوجعت واتهانوا ومنهم مقدروش يعيشوا ويكملوا ومنهم مصممين يكملوا مش من أجل
حبهم للاخر الذي كان سببا في فقدانهم نصف سعادتهم او بمعني أصح نصف قلبهم بل انهم مستمرين لتمسكم بالحياة بالكيان الذي شاركو في بنائه الذي أخذ منهم الكثير والكثير الذي أخذ من القالب النفسي والذهني والعاطفي والجسدي ،، اكثر من القالب المادي
غفروا وتناسوا وتعايشوا ليس لأنهم ضعفاء بل لأنهم أقوياء نعم أقوياء عندما تتسم هذه الشخصيات بالعفو والتسامح والقدرة علي تخطي الصعاب والالم النفسي الذي شعروا به وشربوا من كأس الخذل مرار وتكرار وتحدياتهم لكل التهديدات والازمات وأصرارهم علي التخطي ومواجهة احساس كسرة النفس لكي ينقذوا ما تبقي لهم من حياة فهذا أمرا عظيم ولا يأتي إلا من إناس عظماء .
ولابد ان نعلم الفرق بأن ينقذوا ما تبقي لهم من حياة !! وليس ما تبقي بداخلهم نحو من أساؤا اليهم وتسببوا في أوجعاهم وعزفوا علي اوتار أحزانهم و قلوبهم بالألم والخذلان وتسببوا في قطع الوتر الحساس بقلوبهم وتعاملوا معهم بالامبالاة والأهمال بل ينقذوا بنيان كبير نتج عنه صغار نتج عنه روابط وصلة وأرحام نتج عنه كيان نتج عنه صورة لابد ان تكتمل في أعين الاخرين حتي لا نهدمهم بما فعلوا الضعفاء منا !!
أعطينا في البدايات وأعطينا في النهايات
نعم نحن اعطينا كثيرا وهذا كرم ،، إجتهدنا ولكل مجتهد نصيب ،،
احسنا لمن أساؤا والله يحب المحسنين ،،
كاظمنا غيظنا والله جعلنا من الكاظمين والعافين ،، ولهذه السمات الجوهرية التي وهبنا الله إياها وجعلنا بها أقوياء بتخطينا كل المحن والصعاب لكي لانهدم ما قومنا ببناؤه ولو خذلنا من شخص فأنه ليس العالم بأكمله !!
فلنا في الحياة أحبة صغارا وكبارا
لنا في الحياة اروحا وقلوبا واشخاصا
فلن أفرق أجزائي لضعفك ،، بل أجمع أجزائي بقوتي
فاذا هدمت انت لضعفك وأنانيتك ؟ !
فأبني أنا بقوتي وأحساني
واكتفي بمن خلقت لهم وأكتملوا بي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى