مقالات

كُنَّ حُبًّا وَسَلَامًا وَرَحْمَةً: د/ ياسمين ناجي

كُنَّ حُبًّا وَسَلَامًا وَرَحْمَةً: د/ ياسمين ناجي

أعدته وكتبته: د/ ياسمين ناجي
مدرس مساعد بقسم الصحة النفسية- كلية التربية- جامعة السويس

لِمَا عَلِمَ اَللَّهُ شَوْقَ اَلْمُحِبِّينَ إِلَى لِقَائِهِمْ.. ضَرْبُ لَهُمْ مَوْعِدًا لِلِقَاءٍ تَسْكُن بِهِ قُلُوبُهُمْ..
استكمالاً لسلسلة المقالات التي نوهت عنها في مقالي السابق الذي كان بعنوان «عِيدِ حُبٍّ سَعِيدٍ».. سوف أستطرد اليوم مقال جديد حيث إن عنوان مقال اليوم يضم ثلاث كلمات.. تفتح الأبواب والقلوب.. تحمل كل معاني الحُبِّ والسلام والأمان في الحياة الوجود.. فقلب بلا حُبِّ وروح بلا سلام وعقل بلا رحمة كخرابة مهجورة موحشةٍ!
فبعضُ اللحظات مع من تُحِبُّ بتلك الكلمات الرائعة.. تجعل حياتك مُمكنةً..!
ما العيش إلا أن تُحِبَّ.. وأن يحُبْكَ من تُحِبُّهُ..
فالحُبُّ هو أعظم قوة في العالم يلعب في قلب الإنسان، ويخضع لقوةٍ غير منظورةٍ، تقوده إلى عالم مخملي ملىء بالسعادة والراحة والارتياح، ناسيًا كل متاعب وضغوط الحياة، تفصله عن الواقع بأروع عالمٍ خياليٍ، تبُثَّ فيه الأمل والقدرة على استكمال الحياة بما فيها، فما أجمل تلك العاطفة التي تسمو بنا إلى أعلى.. فنرى عالمًا غير العالم.. ونطالع دنيا لا تشابه تلك التي عايشناها سنين عددًا..
وقد كتب عنه الشعراء والأدباء والفلاسفة، ولقد أدهشني كلام الدكتور الصيدلي والطبيب الألماني «لودويغ أندرياس بوخنر» لوصف الحُبِّ على طريقته الكيميائية بأنها الألفةُ الكيماويةُ التي بين الدقائق وبين الجواهر الفردية في مظهرٍ آخر من مظاهر الحُبِّ، ولقد تطرق في ذلك قوله: كما إن الرجل والمرأة يجذب أحدهما الآخر ثم هكذا يجذب الأكسجين الهيدروجين ويؤلفان الماء باتحادهما معًا بالمحبة، وللبوتاسيوم والفسفور غرامٌ شديدٌ بالأكسجين حتى أنهما يخترقان تحت الماء، أي أنهما يتحدان مع محبُوبُهُما.
ولكن عندما نعشقُ ما الذي يحدُثُ لنا..!؟
أي هزةُ تلك التي تضربُ الفؤاد فتزلزل أركانه.. وتصيب جدار القلب بشرخٍ رقيقٍ أشبه بشرخٍ الماسة!، شرخُ يزدان به القلبُ، ويعلو بمرآة شأنه.. في دساتير العشق نقرأ أن العاشق لا يحتاج إلى إثبات هويةٍ!.. يكفي أن تنظر إلى عينيه وستجد أوراق الإثبات..!.
فالعشاق لا يشعرون بما حولهم.. يسيرون وكأن الحياة بأسرها تفسحُ لهم الطريقُ..
انحناءاتُ الشوارع تبدو وكأنها ابتسامةٌ تُرحبُ بهم.. السماء دائمًا في ليل العشاق قريبةٌ، ونجومُها حاضرةٌ، وقمرُها بدرٌ..!
لكل شيءٍ في حياة العاشق مذاق فريدٍ.. حتى الهواء والماء والشجر والجماد.. الكُلَّ يُعلنُ رضاهُ وسعادتهُ وفرحهُ.. الكُلَّ يدنُو منه كي يُقبل جبينهُ ويُصافحُ أنفاسهُ التي تملؤُها البهجةُ..!
فالحُبُّ قد زاد العاشقين عشقًا، ويُمكن التعبير عنه بين المحبين بالنظرة والابتسامة والفعل والأقوال والخواطر؛ لذلك الأقوال والأشعار قد تكون مُعبرةً حقيقةً عن حُبِّ المُحبين لبعضهما، ومن هُنا فالمُحِبُّ يحتاجُ دائمًا للتعبير عن حُبهِ بالنظرةِ والكلمةِ والفعلِ.
المراجع
جلال، الخوالدة. (2013). الحظ والحُبِّ والأمل.. وأشياء أخرى. دبي: مشروع نورسين الثقافي.
الشاذلي، كريم. لغات الحُبِّ، عندما يتحدث الحُبُّ. 
كحالة، عمر رضا. (1987). الحُبُّ. سوريا: مؤسسة الرسالة.

زر الذهاب إلى الأعلى