تحقيقاتثقافةدنيا ودينمقالات

و َتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ” نوالى نشرسلسلةالمقالات الاسبوعىة للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كليات الدراسات الإسلامية والعربية “

بقلم/مفيدة إبراهيم على عبد الخالق -عميد كليات الدراسات الإسلامية والعربية

لقد بدأ مارثون العام الدراسي الجديد الذي بلا شك يحتاج دوما إلى العديد من الخطط لحل المشاكل المتراكمة والمزمنة التي تواجه منظومة التعليم التي تفتقد للعديد من الأمور أهمها الإخلاص ,نعم لدينا نقص في المخلصين الذين لديهم الرغبة الجادة في تقدم وتنمية التعليم في طلابنا . لم يعد الحديث عن أزمة التعليم والتربية والتكوين أمرا يحتاج إلى تدليل أو تعليل، بل إن مجرد مشاهدة الواقع المعيش تغني في إدراك ذلك عن كل تقرير ودراسة، فالطلاب هم ضمير المجتمع وصوته الحي ولا إصلاح للمجتمع إلا بإصلاح المدارس والجامعات وبالعكس ولا إصلاح إلا بالعلاج الناجع واستئصال الأمراض المتسرطنة المتمثلة في لوائح وقوانين وبيروقراطية عفا عليها الزمن وأفكار هدامة ما أنزل الله بها من سلطان تعوق كل طريق للإصلاح والتقدم إن ما نعيشه اليوم من تحديات ليس في جميع الحالات مرده إلى المعطى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي….وإنما الأزمة تتعدى هذه المعطيات لتصبح أزمة فكر. فإشكالية الفكر الصالح منه والطالح ستظل دائما حاضرة بشكل كبير في مجتمعنا فإن على التربية التوعوية أن تهتم على الأقل بثلاث قيم أساس، وأن تعمل على ترسيخها وتشريبها للناشئة: أولا-الضمير: بكل ما يعنيه من صحوة ويقظة ووضوح، يتجلى فيه الوازع الديني .ثانيا-الشرف والنزاهة: بكل ما يعنيانه من انسجام المرء مع نفسه؛ بحيث يعكس الخارج بأمانة ما بداخله، وذلك لن يتأتى إلا إذا بلغ درجة يتمكن فيها من أن يقول ما يفكر فيه ويفعل ما يقوله ببساطة واستقلالية تتجلى فيها تقوى الله عز وجل . ثالثا-المسؤولية: وهي أن يكون المرء مؤمنا بكونه مسؤولا عما أوكل إليه متوكلا على الله لا متواكل عليه مع الأخذ بالأسباب . لقوله عليه الصلاة والسلام : ” فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ” . ويعلمنا رسولنا الكريم من خلال هذا الحديث السلوك الحضاري في التعامل مع الرعية، بمختلف نوعياتهم، سواء كانوا طلبة، موظفين، أفراد أسرة، عمال منازل، إلخ. كم منا ملتزم بتنفيذ هذا الحديث الذي يمس كل مبادئ السلوك الحضاري المرتبط ارتباطاً كلياً بعلم الإدارة، والجودة الشاملة والكفاءة لتحقيق التميز المطلوب في المؤسسات كافة، سواء كانت علمية ,سياسية، اقتصادية، اجتماعية، أو غيرها؟.

وما يجب من مراعاة الأمانة التي أوكلت الى الفرد بغض النظر عن نوعها، وتحمّل المسؤولية كاملة في إدارتها بما تتطلبه طبيعة العمل من احترافية وإنتاجية، والعمل على وضع خطط استراتيجية للوصول الى التميز، وتطوير العمل بما يتناسب مع المتغيرات الخارجية، وذلك للحد من الظواهر الاجتماعية التي قد يعانيها المجتمع. ولو أن كل فرد في هذا المجتمع بغض النظر عن وظيفته في الحياةعمل بهذا الحديث الشريف لكنا قد قضينا على كثير من الظواهر السلبية الاجتماعية وغيرها والمجتمع بحاجة إلى التعامل مع السلوك الديني، ومراعاة الله في العمل،لقوله تعالى : “إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ” العصر -3 .إذاً التواصي بالحق ركن أساسي من أركان الدين من أبسط مؤهلاته أن تطبق مبادئ الإسلام. وهنا تتجلى علاقة هذا الحديث بالآية الكريمة: فهو أن الإنسان يُسأل عما استرعاه الله ، و الرعاية لا تتجزأ، الرعاية وحدة متكاملة، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:”علموا ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف”

زر الذهاب إلى الأعلى