مقالات

كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم”

المقال الأسبوعى للأستاذة الدكتورة مفيدة ابراهيم على عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية

 

نقله لكم ناصف ناصف”
شهر رمضان موسمٌ عظيم للطاعات ، عظيمٌ في قدره، عظيمٌ في أجره، عظيمٌ في هباته، عظيمٌ في أيامه، عظيمٌ في لياليه ,وينبغي للعاقل أن يغتنم أيامه ويجتهد في لياليه لتحصيل الرصيد الأعلى من الحسنات، وجمع القدر الأكبر من الطاعات.قال تعالى :” كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”البقرة -183 .
ولقد فرض الله عز وجل صيام نهاره وسن النبي صلى الله عليه وسلم قيام ليله فيه ليلة خيرٌ من ألف شهر؛ فينبغي التنبه لعظمته وقدره، وينبغي اغتنام أوقاته , و استحضار النية في الصيام والقيام وتصحيح القصد. «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى».
و تذكر الأجر العظيم من الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه البخاري ومسلم. , و تدارس فضائل الشهر الكريم وفضائل الصيام وفوائده. «إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، يقال: أين الصائمون فيقومون لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد» رواه البخاري ومسلم.
مع تنويع العبادات في أثناء الشهر الكريم: صيام، قيام، قراءة قرآن، إطعام الطعام، إنفاق صدقات، ومع تنوع العبادات يتجدد النشاط , و تفريغ الأوقات للعبادة قدر المستطاع، وذلك بالتنسيق بين الرجل وزوجته، ولا شك أن من يعين زوجته على الخير يكن له نصيبٌ من ذلك.
و عليناعقد النية على أن يكون هذا الشهر من أعظم الشهور في حياتنا, و لا يكون هذا الشهر كالأعوام السابقة, وعلينا أن نجعل همتنا هذا الشهر أعلى وأعلى ،عزيمة على الرشد ونسأل االله العون على الطاعة ونسأله تعالى من فضله فلاحول لنا ولا قوة الا به سبحانه . لا حول ولا قوة الا بالله استغاثة به سبحانه , استغاثة بعزته واستغاثة بقوته استغاثة بعظمته.
مع الإكثار من الأعمال الخيرية ولا سيما إطعام الطعام. فتفطير الصائم وإطعام الطعام أمر مطلوب، وكذلك العبادات الأخرى من ذكر لله ، والدعاء لله، والقيام بالليل كل ذلك ينبغي أن يكون له وقته ونصيبه. كما ينبغي أن يكون لنا ورد من تلاوة القرآن، حياة للقلوب ، وتزكية للنفوس، وتخشع له جوارحنا، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلّم النساء على الصدقة فقال عليه الصلاة والسلام: « يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار » (رواه مسلم)،
ومن الجود في رمضان إطعام الصائمين ، فإن في ذلك الأجر العظيم، والخير العميم، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: « من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لاينقص من أجر الصائم شيئاً »رواه أحمد والترمذي
و كذلك الحرص على الصدقة الجارية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له » (رواه مسلم).
أ .د /مفيدة إبراهيم علي عميد كليات الدراسات الإسلامية والعربية

زر الذهاب إلى الأعلى